عتاب الإعلام
محمد غبسي
مرت الذكرى الرابعة لوفاة الإعلامي عبد القادر محمد موسى ولم يتذكره أحد من زملائه في مهنة المتاعب… شعرت بالألم عندما وجدت صورته معلقة على باب دكان متخصص لبيع جلجلان رمضان في الروضة متسائلا في نفسي ألم يعد أحد يذكر ذلك الرجل..¿ صوته مازال حيا في وجداني أكثر من أي صوت آخر كيف لا وهو الصوت الأنيق الذي عجز الإعلام اليمني عن صناعة سواه وقد كان الوجه الأكثر أناقة من بين عشرات الوجوه التي ازدحمت بها شاشات الإعلام وأعمدة الجرائد .تتابع الأسئلة في رأسي عن الأسباب التي منعتنا من تذكره ولو بمنشور صغير على إحدى صفحات الفيسبوك ¿نعم قد يكون الوطن الذي لا يمر يوم دون أن يدفن طفلا أو مبدعا أو حالما عاجزا عن التذكر لكن هذه حجة ناقصة ومبرر غير منطقي ولا ينطلي على زملاء الراحل في الإعلام على الأقل .أي لعنة هذه التي أصابتنا بالجحود والنكران والأنانية حتى أصبحنا لا نتذكر بعضنا البعض ولا يفتقد أحدنا أحدا لم تربطني أي علاقة بالفقيد عبدالقادر ولا أعرف عنه شيئا لا أعرف عائلته ولا منطقته ولم أكن يوما مهتما لمعرفة من ومن أين هو ¿ لكن لدي اليوم فضول كبير جدا لمعرفة من ومن أين هو عبدالقادر محمد موسى يهمني اليوم أن أعرف لماذا هذا التجاهل بحقه في الوقت الذي مايزال هناك من يحرص على تذكيرنا بالفاشلين واللصوص وقطاع الطرق ممن لازالت خناجرهم في صدورنا حتى اللحظة! أيا كان المرض الذي أدى إلى وفاة الراحل إلا أنه لم يكن مخيفا ومرعبا ومؤلما كالمرض العضال هذا الذي أصابنا في الإعلام اليمني الذي لم يفقد توازنه فحسب _ بل وفقد ذاكرته !هل حقا لم يعد أحد يذكر الفقيد في هذا الوطن سوى بائع الجلجلان¿