لتعزيز الأخلاق وأواصر الأخوة الإيمانية

■ استطلاع / أسماء حيدر البزاز


حسن الخلق هو جوهر الإنسان ورصيد لا ينقطع من المثوبة والألفة والمحبة بين الناس حتى فاقت مكانة حسن الخلق درجة الصائم القائم وأكثر ما تثقل به الميزان يوم القيامة , فجاء رمضان مدرسة لإحياء وإعادة ترميم تلك الأخلاقيات الحسنة التي بدأ بعضها يندثر , مروضا النفس بحلة أخلاقية تخلق جوا إيمانيا وأخويا مليئا بالتسامح وردم الخلافات وتعزيز أواصر المحبة والتآلف ,, نتابع
البداية كانت مع العلامة حسن علوان والذي استهل حديثه قائلا : إن حسن الخلق من أبرز المعاني السامية التي جاء من أجلها وفي سبيل ترسيخها شهر الصيام والصائم يتخذ من رمضان مدرسة لتعزيز تلك المبادئ والقيم فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه وآله : (عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) وأن أثقل ما يوضع فى الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق و المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه وكرم مرتبته , فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف , ويكفينا قول نبينا الأكرم : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون, قالوا : “يا رسول الله وما المتفيهقون” قال : “المتكبرون” وقول التابعين (أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه :الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق وهو كمال الإيمان). وقال الفضيل بن عياض (لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق). وبالمقابل رمضان فرصة للاستزادة من منهل الأخلاق والقيم التربوية.

خلق عظيم
فيما استهل العلامة عبد الله العامري حديثه بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت وأضاف لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم مثالا عظيما لحسن الخلق في شهر رمضان فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل : إني امرؤ صائم ) حتى امتدحه الله بقوله : ( وإöنك لعلى خلق عظöيم ) فكان خلقه القرآن , ولهذا جاء هذا الشهر معززا لهذه القيم وباعثا لإحيائها فما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق , وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ¿ فقال : تقوى الله وحسن الخلق ) وقوله : أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه), محذرا من سبب ضياع الأجر والمثوبة في رمضان نتيجة الشجار والخلاف والشتم وأردى الأقوال وداعيا إلى جعل رمضان محطة لاكتساب حلة الأخلاق وجوهرها .

ترويض النفس
من ناحيتها تحدثت الداعية منى ضيف الله عن دلالة رمضان الأخلاقية والتربوية في ترويض النفس على الصبر والكلمة الطيبة والبعد عن فحش القول والغضب المذموم وخلق جو التسامح والألفة وتجنيب النفس إثم النزاع والصراع انطلاقا من قاعدة (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إنكم لن تسعدوا الناس بأموالكم فأسعدوهم ببسط الوجه وحسن الخلق ) حتى إن أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق .
ومضت ضيف الله تقول : ولا ننسى في ذلك وصية رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله لأبي هريرة (يا أبا هريرة عليك بحسن الخلق) قال أبو هريرة : وما حسن الخلق يا رسول الله ¿ قال : (تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك) . ويا سبحان الله حتى الكلمة الطيبة صدقة , وكما يقولون (البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين) وأن خير ما أعطي للإنسان حسن الخلق .

ثمار الأخلاق
ومن جانبها تحدثت المرشدة الدينية خديجة الوكل عن آثار حسن الخلق وثماره بكونه من أفضل ما يقرب العبد إلى الله تعالى خاصة في هذا الشهر العظيم شهر الحسنات والخيرات ومضاعفة الأجور وأنه سبب في رفع الدرجات وعلو الهمم وصاحبه يألف الناس ويألفه الناس و لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه .

قد يعجبك ايضا