حق الجار في الإسلام
الشيخ/ياسين محمود عبدالله أحمد
حق الجار حق فرضه الإسلام كما قال سبحانه وتعالى: “واعúبدواú الله ولا تشúرöكواú بöهö شيúئا وبöالúوالöديúنö إöحúسانا وبöذöي الúقرúبى والúيتامى والúمساكöينö والúجارö ذöي الúقرúبى والúجارö الúجنبö والصاحöبö بöالجنبö وابúنö السبöيلö وما ملكتú أيúمانكمú إöن الله لا يحöب من كان مخúتالا فخورا ” ويقول عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره الجار في اللغة قال ابن منظور الذي يجاورك.
وفي الاصطلاح هو من جاورك جوارا شرعيا سواء كان مسلما أو كافرا برا أو فاجرا صديقا أم عددا محسنا أو مسيئا نافعا أو ضارا قريبا أو أجنبيا بلديا أو غريبا.
اختلفت عبارات أهل العلم في حد الجوار المعتبر شرعا فما قيل في ذلك جاء أن حد الجوار أربعون دارا من كل جانب ذلك عن عاشئة عن الزهري عشرة دور من كل جانب وكل من سمع النداء فهو جار جاء ذلك عن علي والجار هو الملاصق الملازم وحد الجوار هم الذين يجمعهم مسجدا واحدا والأقرب والله أعلم جد الجوار يرجع فيه إلى العرف فما علم عرفا أنه جار فهو جار.
ولكن المفهوم من الجار لا يقتصر على الجوار فحسب في المسكن بل هو أعم من ذلك فالجار المعتبر في المتجر والسوق والمزرعة والمكتب ومقعد الدرس فلقد أوصى الإسلام بالجار وأعلى من قدره فللجار في الإسلام حرمة مصونة وحقوق كثيرة لا تعرفها قوانين الأخلاق ولا شرائع البشر بل إن القوانين الوضعية لتتنكر الجار وتستمرئ العبث بحرمته ولقد بلغ من عظم الجار في الإسلام قرن الجار به سبحانه وتعالى بعبادته وتوحيده قال تعالى: ” واعúبدواú الله ولا تشúرöكواú بöهö شيúئا وبöالúوالöديúنö إöحúسانا “.
أما السنة النبوية فقد استفاضت نصوصها في بيان رعاية حقوق الجار والوصاية به وصيانة عرضه والحفاظ على شرفه وستر عورته وسد خلته وغض البصر عن محارمه والبعد عن ما يريبه ويسيء إليه ومن أجلى النصوص وأعظمها ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وآله وسلم: “ما زال أخي جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “من لا يؤمن جاره بوائقه” أي عزره وخيانته وظلماه.
ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أثبت الحق للجار مهما كان هذا الجار ولو كافرا فإن له حق الجوار فإن الجيران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق وهو الجار القريب المسلم وجار له حقان الجار المسلم وجار حق واحد وهو الجار الكافر غير المسلم فقد كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم جار يهودي وكان يؤذيه ويلقي بالقاذورات أمام داره ولما مرض ذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعوده في مرضه نظرا لحق الجوار فحقوق الجار متعددة وكثيرة وما ذكره العلماء في حقوق الجار وقد استنبطوها من أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا استعانك فأعنه وإذا استقرضك فأقرضه وإذا مرض فعده وإذا أصابه خير فهنئه وإذا أصابته مصيبة فعزه وإذا مات فاتبع جنازته ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذن وإذا اشتريت فاكهة فأهد له منها فإن لم تفعل فأدخلها عليه سرا ولا يهرج بها ولدك مخافة أن يغيظ بها ولده وكذلك من الحقوق إيصال الخير له بكل الطرق مثل كف الضرر عنه بكل طريقة ثم البدء بالسلام ولا تطل معه الكلام بحيث تضايقه ولا تجمع له الذلات ثم تحاسبه عليها كما تحاسب موظفا أو سائقا أو خادما عندك وأصفح عنه ذلاته ولا تطلع على عوراته ولا تضايقه بوضع الجذع على جداره ولا تطرح القمامة أمام بابه ولا تضيق عليه الطريق ولا تأخذ مكان سيارته غض البصر عن نساء الجار .
فالمسلم الحقيقي هو من يغض بصره عن نساء جاره لأن الجار لا يخلوا أن تخرج نساؤه وأبناؤه من الدار فإذا خرجن فربما تكون المرأة لم تعدل ملابسها بعد فبعض النساء تخرج وتعدل على الطريق من قلة الدين والحياء فتكمل لبس العباءة في الشارع ومن المفترض أنها قبل أن تخرج من بيتها أن تعدل ملابسها وما على الجار إلا أن يغض بصره عن محارم جاره.
أناس عرفوا قيمة الجوار
يروى أن رجلا أراد أن يبيع داره فلما أراد المشتري أن يشتري قال لا أسلمك الدار حتى تشتري مني الجوار قال جوار من¿ قال سعيد بن العاص. قال أنا أبيع بيتي مع الجوار من الذي يشتري جوار سعيد بن العاص وتزايدوا في الثمن فقال لشخص هل رأيت أحدا يشتري جوارا أو يبيعه قال ألا تشترون جوار من إن أسأت إليه أحسن إلي وإن جهلت عليه حلم وإن أعسرت وهب حاجتي فبلغ ذلك سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم.
الأمر بتعهد الجار
عن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي “ص”: يا أبا ذر إذا طبخت مرقا فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك.
ت