حين ينتهي “غضب الصيام” بالطلاق والندم

تحقيق / أسماء حيدر البزاز


بكلمة واحدة انتهت حياتهما الأسرية, بلحظة غضب وانفعال لصغائر الأمور خلفت مآسي تجرعها من عاشا سويا تحت سقف جو عائلي مقدس لا أدري كيف تحولت روحانية هذا الشهر العظيم وما يحمله من معان سامية لتعزيز جو التراحم والمحبة والألفة الأسرية حتى غدت تلك القيم مجرد مسميات عند البعض!!
أعددت وجبة الإفطار من كل أصناف الأطعمة والحلوى وقبل أذان المغرب بلحظات شب شجار بيني وبين زوجي حول سبب بسيط هو أنني لم أجهز السمبوسة على الإفطار فقلت له يا رجل: اتقö الله لدينا سمبوسة منذ البارحة بكمية كبيرة وقد عملت على تدفئتها وتقديمها حارة فحرام أن نرمي بها والوقت متأخر على إعدادها من جديد فاشتط الرجل غاضبا وكلام يأخذ كلام ولم أدرö به إلا يرمي علي يمين الطلاق ثلاث خلوع لا رجوع!!
بهذه العشوائية والغرابة في الموقف حدثتنا أم أيمن -35 عاما- عن قصتها في بداية أول أيام شهر رمضان والمؤلم حقا أن يصل البعض إلى هذا الجنون وفقدان السيطرة على أعصابهم وقت الصيام فيقعون في مآزق وعقوبات لا طاقة لهم بها ويزعزعون كيانهم الأسري على هزيل الأمور وأتفهها!!
طلاق على الصلاة!!
موقف آخر يختلف في بدايته عما سبق ويتفق في نهايته اختلف زوجان على صلاة التراويح فالزوجة تقول بأنه ليس بالضرورة صلاتها في الجماعة في المسجد والزوج يقول هي سنة مؤكدة ومن المهم أداؤها جماعة في المسجد بغية المثوبة والأجر وبعد الإبحار في الدلائل والتفسيرات والمذاهب الأربعة بدأ الزوجان بتسييس القضية والغوص في المهاترات السياسية والشتائم المتبادلة وفي لحظة غضب وانفعال أنهى الزوج تلك المشادات بقوله: “بيت أهلك يعزك أنتö طالق”!!
كأس العالم
مباريات كأس العالم كانت هي الأخرى حاضرة وبقوة ساعات الإفطار حيث تقول فاطمة حسين (25 عاما): ساعات الإفطار هي ساعات للروحانية والدعاء وفرحة للمؤمن حال إفطاره لا صراخات وهتافات وتشجيع للفرق المشاركة كما هو حاصل مع زوجي الذي ما يكبر ولا يهلل ولا يفطر إلا على متابعتها فضاق بي الأمر وأغلقت التلفاز فالوقت وقت إفطار وصلاة لا ميسي وكريستيانو وما إن فعلت ذلك حتى كأني ارتكبت جرما في نظر زوجي الذي غضب وشتمني أمام أهلي الذين جاءوا ضيوفا عندنا وقتها فما كان من أهلي إلا أن ردوا عليه بأعظم من ذلك وكلمة من هنا وكلمة من هناك حتى عدت في نهاية المطاف إلى بيت أهلي محملة بطلقة غضب!!
ضبط النفس
ونتيجة لهذه الظاهرة وتداعياتها طرحنا هذا الموضوع الهام على عدد من العلماء والدعاة فجاء الرد من الشيخ عبدالجبار عثمان: ذهب جمهور الفقهاء أن من علق طلاق زوجته على أمر وتحقق ما علق عليه طلاقها وقع الطلاق محذرا من موجة الغضب الذي يرافق سكينة الصوم عند الكثيرين في رمضان الذين لا يملكون عقولهم ولا يسيطرون على أنفسهم عند صغائر الأمور والضحية بذلك الزوجة التي تهلك نفسها تنظيفا وغسيلا وطبخا حتى تفرحك ساعة الإفطار فتجازيها بالانفصال.
داعيا إلى ضبط النفس وكظم الغيظ والظفر بهذا الشهر لكونه شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار فليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وقد قال إبليس لعنه الله: ما أعجزني بنو آدم فلن يعجزوني في ثلاث: إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فقدناه حيث شئنا وعمل لنا بما أحببنا. وإذا غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم.

روابط مقدسة
فيما تحدث الشيخ فيصل الذماري عن كيفية ضبط النفس في رمضان مع الأهل خاصة والاستلطاف معهم وتعزيز الحب والمودة للكيان الأسري وأهم تلك الأمور: التعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وذلك لما استب رجلان فغضب أحدهما حتى احمر وجهه وانتفخت أوداجه. وأن يتحول عن الحال التي كان عليها فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع. والوضوء فإن الغضب من الشيطان والشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء.
وأضاف: الحياة الزوجية علاقة مودة ورحمة وتفاهم علاقة مقدسة متينة الروابط لما فيها الحفاظ على استقامة الأسرة والمجتمع لا ينبغي التهاون بها أو التقصير والإفراط في الحفاظ عليها ولهذا فإن أبغض الحلال إلى الله هو الطلاق لما يترتب عليه من التفكك وضياع الأبناء ليغدو بعد ذلك الطلاق سهل التناول والتلفظ عند البعض فذاك يطلق زوجته لوجبة إفطار لم تعجبه أو ينقصها شيء وذاك يحلف بالطلاق من أجل مسلسل تلفزيوني أو مباراة حتى وصل الأمر إلى قمة الاستهتار من قبل البعض فاتقوا الله!!
وختم حديثه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وقوله: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله .=
دراسة
وفي دراسة أخيرة أكدت الإحصائيات أن نسبة الطلاق ترتفع في شهر رمضان نتيج

قد يعجبك ايضا