أهلا زائرنا الكريم ..
جمال الظاهري
كل عام وأنتم بخير وشهر مبارك عليكم جميعا أحبتي وأهلي وجيراني في يمن الخير والبركة .. كل عام وأنتم بخير أيها الشعب اليمني الكريم الصامد الصابر شهر عليكم جميعا أيها القراء ونسأل الله أن يمن على يمننا الحبيب بالنجاة من محن هذا الزمان ومما يراد له من دمار وأن يرحم من فقدناه وأن يعوض على من خسر عزيزا ويعصم قلبه بالصبر .. قولوا معي: اللهم احقن دماء اليمنيين وسدد خطى من يريد الصلاح للعباد والبلاد وجنبنا غدر الزمان وحيل الطامعين وكيد الكارهين بحق حرمة هذا الشهر الفضيل .
هاهو رمضان هذا الزائر الضيف الذي ينفق على المضيف ويغدق عليه بالخير قد عاد محملا ببضاعته الثمينة التي يبيعها إيانا الرحمن الرحيم المستكفي بنفسه عمن سواه الله الغني, عاد ليقول لنا اشتقت إليكم كما اشتقتم إلي فاغتنموا أيامي وساعاتي تخففوا من تعب السفر الطويل استريحوا في رياضي واقطفوا من كل الثمار, لا تستسلموا لليأس, ولا تقنطوا فنعم الله كثيرة وخيره جزيل وأنا أحمل لكم منحا من الرحمن المستكفي بنفسه الغني عن تعذيبكم الفاتح أبوابه لمن تاب منكم.
عاد باحثا عنا منقبا عمن اخطأ وعمن أسرف مناديا إيانا هل من عطشان قد أنهله الظمأ وهل من جائع قد أعياه الجوع هل من عاص يتلمس طريقا هل من شغوف بكسب المزيد من خيرات المولى عز وجل.
رمضان موسم حصاد المؤن ومطهر الذنوب وماحöي الخطايا فمن منا لا يطمع في خير هذا الشهر الذي يرتقي بالروح الإنسانية إلى مصاف العليين والمتطهرين وفي أدنى طموح أن يخفف الإنسان مما علق به من الذنوب والخطايا والأوزار.
ما أحوجنا لاستحضار طهر الحياة في هذه الأيام الخيرة المليئة بالعطايا والمنح الربانية التي يدعونا الرحمن الرحيم للاستزادة منها في هذا الشهر .. ما أحوجنا إلى فتح هذه القلوب التي (رانت) عليها خطايانا وغلفتها الشحناء والبغضاء خلال الأحد عشر شهر الماضية بسبب تكالبنا على متاع الدنيا الزائل.
هاهي أيام وليالي هذا الشهر المبارك تنادينا: اغتنموا ساعاتي اغتسلوا من ذنوبكم راجعوا حساباتكم وتفقدوا ما كنزتموه طهروا أبدانكم وحصنوا كسبكم من .من استقويتم عليهم .. ردوا مظالم العباد كي تقبل طاعاتكم وصلوا أرحامكم كي يصلكم خالقكم .. تفقدوا المحتاجين من جيرانكم وأحبابكم لتنالوا بركة المولى ورضاه عنكم .
ما أعظمه من موسم وكم هي زاهية بضائعه وما أروعها لياليه وأيامه وهي تنادينا في كل دقيقه هل من تائب إلى الله هل من مستغفر هل من فاعل خير يتاجر لآخرته ها انذا قد جئتكم بمفتاح الجنان مفتاح الرحمة الإلهية والمغفرة العلية وأسباب العتق والنجاة من العقاب ومن النار.. اغتنموني في التحصيل وفي بلوغ المراد فلعلكم لا تكونوا ممن سيستقبلني العام القادم.
افتحوا قلوبكم المغلقة على بعضكم بمفاتيح التسامح واطرقوا الأبواب المغلقة بينكم وبينهم واهدوا بعضكم البعض باقات من الأزهار والورود عززوا المحبة بالتسامح والبذل ومد يد العون للمحتاجين, واحرصوا على إبقاء مساحات التواصل بينكم بيضاء لا يشوبها ظن ولا حذر ولا شماتة.
تذكروا أولئك الذين كانوا ذات يوم يملأون عالمكم فغيبتهم الأيام عنكم وصاروا كالأحلام أو ذكرى في حكاياتكم عن الماضي تتمنون استرجاعها.
هاهي ساعاتي الرابحة تطالبكم بالعودة للطهر فاغسلوا وجوهكم بماء المحبة لتكون مضيئة بالوفاء ورطبوا ألسنتكم بقراءة القرآن وشنفوا أسماعكم بتلاوته استغلوا أوقات فراغكم بالدعاء لأنفسكم ولمن تحبون بالخير والعافية وافرضوا على أعينكم ستارة من الحياء كي تبتعد عن كل ما يخدش صيامكم, وارووا أرواحكم من ينابيع الخير والعطاء الإلهي كي يستجيب الله لدعائكم ويرفع عنكم كل بلاء رمضان يا مسلمين يناديكم بكل الشوق والحب لا تستسلموا للضغوط التي تحاصركم خلال أيام هذا الشهر المبارك, لا تنخدعوا بمسايرة من اعتاد على الزيف في حياته والتدليس ولا تلهيكم الطلبات الزائدة في شهر رمضان عن مقاصده الأصلية ولا تتحسروا على قلة ذخيرتكم الدنيوية وعوضوها بالاستزادة من خيرات أيامكم الفضيلة في هذا الشهر الكريم.
في الأخير وعبر هذا المنبر أدون اعتذاري لكل من قد أكون أسأت إليه بعلم أو بدون علم وشهر مبارك وتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال ونسأله العفو عنا جميعا إنه ولي ذلك والقادر عليه.