تحت شجرة الإثاب

محمد المساح


 - حاول أن يلعب مع ذهنه لعبه استرجاع المواقف التي ما زالت بعض عناصرها وأحداثها عالقة
حاول أن يلعب مع ذهنه لعبه استرجاع المواقف التي ما زالت بعض عناصرها وأحداثها عالقة في الذاكرة كانت فكرة طرأت على البال وهو في حاله يباب وجفاف من إنعدام تحقيق الأمنيات والرغبات.. استحسن الفكرة وأشاد بمستوى ذهنه العبقري بكونه ما زال قادرا.. على اختراع مثل هذه الأفكار النيرة استوى متكئا وتناول سيجارة من جوف الباكت وتمهل في إشعالها.. وهو يدارج ويناوش ذهنه كيف تحقق الفكرة عمليا.. أو بما يشبه على الأقل الواقع الافتراضي الذي يحدث في الكمبيوتر والانترنت في البدء.. غمره تفاؤل رهيب بتحقيق الفكرة ورسم محدداتها وعناصرها على المستوى الذهني قلب السيجارة بين أنامل يده اليسرى والولاعة تتقلقل في باطن كفه الأيمن مستعجلة في إنهاء مهمتها في إشعال السيجارة المنتظرة شوقا ولهيبا للاحتراق.. هيأها للاشتعال وعض فلتر السيجارة وكأنه في تلك اللحظة سيطحنه قضما وطحنا فلتت الولاعة من قبضة يده وفلتر السيجارة أكتسر بين أساننه حينها.. كانت الفكرة قد غادرت الذهن وذهبت في سفرة بعيدة في أغوار الذهن.. سفرة بعيدة.. لا عودة منها.
وهو يداري ما حل به عادت يده تتحسس مكان تكأته بحثا عن الولاعة حتى لا تشعل الخرامة قلقه الزائد قبض عليها أخيرا بعد أن قام وجلس ونفض ما تحته سوى تكأته تماما وأستوى في جلسته كبوذي مواظب في تأملاته تحت شجرة الإثاب.. المقدسة.
مج السيجارة بقوة.. ليعوض انتظاره القلق..ونفخ الدخان العائد من صدره في الهواء لا يدري بعده كيف تخايل جزعة حيدرة وادي الغيل.

قد يعجبك ايضا