رمضان!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - 
هكذا إذا يمضي اليمنيون أيام رمضان في موسم قاتم ..
كنا نحلم أن لا يبقى رمضان مكشوفا للكآبة  ربما لا أحد ينتظر أن يحظى باسترخاء روحاني تام ليعيش
هكذا إذا يمضي اليمنيون أيام رمضان في موسم قاتم ..
كنا نحلم أن لا يبقى رمضان مكشوفا للكآبة ربما لا أحد ينتظر أن يحظى باسترخاء روحاني تام ليعيش رمضان بكل ما فيه من خصوصية لكن ليس بالبقاء وسط كل الأشياء الخانقة أفكر في ذلك وأنا قابع في الظلام اللعين وقد عدت متأخرا من محطة البنزين بعشرين لترا وعشرون لترا هذه كانت كافية ليصرخ عامل المحطة في وجه صديقي “اتحمد الله” قالها وهو لا يبالي وكأنه بغروره يتهيأ لقتالك في طريق العودة, أسئلة كثيرة تنهال علينا وتمارس سطوتها الذهنية لتزيد من شعورنا بالإحباط كما لو أن البحث عن إجابات شافية لها مهمة شاقة وعبث لا جدوى منه.
تبدوا الصورة هكذا بهذه القتامة وكل ما هو علينا الآن الاكتفاء بتخطي المنغصات ولربما أن نجد طريقة ملائمة تمنحنا البقاء خارج طائلة الضغوط كل الضغوط التي تتجاوز قدرة اليمنيين على الاحتمال استبقنا الآخرين في الصيام وابتدأنا الشهر بحماسة من لا يأبه لتلك الأيام التي لازلت تستدعي معها انفعالات الناس وكل هذا الهراء العابث بالمزاج العام ..
أن نحترس ونراقبا وننحاز ونتوهم التقاط بعض المزايا الإيمانية لا يكفي للإحساس بالطمأنينة والذائقة الرمضانية ما لم ينتهö كل هذا الهدر للحياة أن ندرك أخوتنا ونتوقف عن تلك النزالات الحمقاء أبدوا منفعلا وصور الأسر النازحة من مناطق عمران تتقافز إلى ذهني وتصدر وجعها إلى قلوب اليمنيين قادة المعارك مستمرون في تفقد القتال ولن يدعوا للهدنة أن تصمد وقت أطول يد الصائم على الزناد يهم بقتل صائم ثان مشترك معه في رمضان وبكل ما يتصل به غيبت عنه كل الحسابات عدا اهتبال المواجهة وحدها هي من تحضره وتحصر مساحة عقله الضيق ..
من تشردوا لا يفكرون بمجازفة العودة وتخطي المخاطر الوشيكة التي تتهدد حياتهم سيفضلون صيامهم مهجرين وسنبقى نحن في صمتنا وضعفنا وعجزنا هم الآن سيكتفون بمحاولة ترويض أنفسهم على نسيان الألعاب القاتلة التي توزع الموت على الأطفال وأزهقت براءتهم تلك الرصاصات التي تجوب الأزقة وتتخطى الرؤوس دون أن تميز مكانها الذي تستقر فيه لاشيء يدفعهم للعودة وإكمال طقوسهم الرمضانية وسط مليشيات لا تنحاز إلا لأزيز الرصاص وأصوات المدافع والقاذفات.
كل القيم والطقوس الدينية ستبقى إدعاءات ..!
إلى أن نسترد لأنفسنا صورة وجودية ما ..!

قد يعجبك ايضا