حتى الفرح !!!

عبد الرحمن بجاش

 - 
عند العاشرة صباح اليوم الرمضاني الأول, كان الكون يشي بهدوء تتخلله بين اللحظة والأخرى

عند العاشرة صباح اليوم الرمضاني الأول, كان الكون يشي بهدوء تتخلله بين اللحظة والأخرى هفهفة الأشجار في أحواش المنازل لحظة أن تتخلل أغصانها وجذوعها دفقات من ريح قادمة من الشرق, غير ذلك لم تكن حتى أصوات السيارات تسمع كما هو الحال في الصباحات قبل حلول الكريم رمضان, كان الناس نياما.. وأنا غفوت… لأقفز من سريري, رحت اجمع أشتاتي لأفهم ما الذي افزعني !!, صوت قوي بدد الصمت, قال الولد الأوسط وقد فزع هو الآخر : أنهم يرحبون برمضان !!, الصوت الذي افزع كثيرين في الحي بالتأكيد كان لمفرقعة من هذه التي تأتي من الصين, تمر في الموانئ ويجمرك عليها ¿!, واعتقد انه كلما خرجت شحنة قال المخلص الجمركي لصاحبها ( اذهب أزعج أبتهم ) !!, فقد تحول أمر إزعاج الآخرين إلى سلوك يومي في كل مناحي حياتنا للأسف, وانظر فلا يرتاح المؤذن إلا إذا فتح ميكرفونه وحنجرته إلى آخر المدى, وفي أعماقه تتولد مشاعر الراحة إحساسا أنه قام بواجبه خير قيام, ولا يدرك أن إزعاجه ليس من آداب الدين في شئ, لكنها عادة النظر إلى ما حولنا بمنظار الشك !!, وحتى يأتي يوم يدرك هؤلاء أن الأمر شخصي بالأساس سيكون علينا تحمل ألف ميكرفون ومليون مفرقعة طالما ونحن نحتفل بأعراسنا وأعيادنا الدينية والقومية والإسراء والمعراج وجمعة رجب, وحصول الصغير على الشهادة وأعياد الميلاد …كله بالقوارح !!, وتخيل أن أحدهم عندي في الحي الذي أسكنه ظل لفترة طويلة وكلما يطل في الهزيع الأخير من الليل ويلاحظ أن الظلام يلقي بظلاله على الحياة والناس نيام, خرج إلى زاوية الشارع وفجر واحدة من مفرقعاته ذات الصوت العالي جدا وبالتأكيد يظل حتى تباشير غبش الفجر يضحك على الأطفال الذين فزعوا وكبار السن, وبالتأكيد فقد ضحك لعدد اللعنات التي خرجت من الأفواه الفزعة له ولأهله حتى الجد العاشر, …لا يهم… المهم انه استمتع, الآن نحن نستقبل رمضان بدخان التائرات, ومن لم يجد التائر فيحرق القمامة !! هل من المعقول إننا نستقبل خير زائر بهكذا طريقة !!, وانظر فنحن أيضا نستقبله بالدم فقد قتل اثنان في حي الأصبحي كما قال لي الولد الأكبر وجرح اثنان أول يوم في رمضان وعلى ماذا ¿¿ لن أقول…. لتفاهة الأمر الذي اقتتلوا من أجله !!, يكون السؤال : ما الذي حدث لنا ¿¿ حتى أفراحنا قوارح ¿¿

قد يعجبك ايضا