التغذية الصحية.. وصيام بلا متاعب


* التغذية الجيدة قوامها الاعتدال وتناول ما يفيد الصحة وليس ما يثير المتاعب أو المنغصات..
أولى لنا الاهتمام بالغذاء بمزج متعدد الأصناف قوامه الاعتدال لتحصل أجسادنا على كامل احتياجاتها من العناصر الغذائية المفيدة لاسيما في شهر رمضان لما فيه من انقطاع طويل عن الطعام والشراب نهارا طيلة أيامه الكريمة وقديما قيل: ” العقل السليم في الجسم السليم”..
موضوع التغذية الصحية والعادات الغذائية الجيدة في رمضان محور تناولنا لهذا اليوم تاركين الحديث عنها وعن مكوناتها ومواصفاتها للدكتور/ خالد حميد- الأستاذ المساعد بقسم علوم الأغذية بكلية الزراعة – جامعة صنعاء) مسترشدا بالحقائق العلمية وموضحا الإرشادات الغذائية التي تعج بالفوائد العظيمة النافعة للصائمين حيث يقول:
الغذاء أساسي لاستمرار الحياة ونيل كامل ما يتطلبه الجسم من العناصر المهمة لنموه وصحته والمحافظة على أنسجته ووظائفه الحيوية.
ويحسن بنا اختيار أنسب أنواع الأطعمة التي نتناولها وأخذ احتياجاتنا اليومية منها على أساس نوعي وليس بمعيار الكم والإسراف.
ومما لا شك فيه أن الشعور بالجوع والعطش انعكاسا لحاجة الإنسان للغذاء والسوائل لاستمراره وبقائه حيا وتأديته لوظائفه الحيوية لكنهما إذا ارتبطا بالصيام فالأمر يختلف- بالطبع- وذلك لأن الصيام مدرسة ربانية يتعلم فيها المسلم السمع والطاعة والصبر على تحمل أمور كثيرة منها الجوع والعطش وثمة هدف عظيم من الصيام- إلى جانب الطاعة والامتثال لله بأداء هذه الفريضة- قد بينه نبي الهدى(صلى الله عليه وسلم) بقوله:
” صوموا تصحو” وهو صيام مشروط بوقت معلوم محدد صاغه الحق عز وجل في كتابه العزيز بقوله: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} سورة البقرة- الآية(187) وهذه المدة الزمنية للصيام طيلة النهار فيها من الكفاية لجعل جهاز الهضم في حالة خمول لانقطاعه الطويل عن الطعام والشراب.
وبتطبيق هدي الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) – لاشك- سنحسن الاستفادة من الصيام والذي يتطلب تأنيا وروية عند الإفطار حفاظا على الصحة حيث أعطانا وصفة إفطار صحية تزخر بالفوائد العائدة على الجسم فيما روي عنه من القول: “إذا فطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور”.
وللصائم بدء إفطاره الرمضاني عقب المغيب مباشرة أو لدى سماع أذان المغرب حتى الإقامة للصلاة وهي مدة كافية لتناول بعض التمرات والقليل من الماء المعتدل وليس البارد ولا بأس لمن أراد تناول شيء من الشربة الخفيفة الدافئة شرط خلوها من الدهون والمواد العسرة الهضم المثيرة للحموضة ويفضل من بينها شربة الخضراوات باعتبارها خفيفة على المعدة وكثيرة الفوائد.
أيضا لا مانع لمن يريد تناول القليل من عصير الفاكهة الطازج غير البارد المحتوي على القليل من السكر أو بدون سكر ثم ينهي الصائم إفطاره ولا يزيد حتى يحين موعد العشاء عقب أداء صلاة المغرب وذلك لتتم المعدة هضم ما تناوله الصائم في إفطاره فتصل السكريات والمعادن المأخوذة من التمر إلى الدم ويحصل منها الجسم على الطاقة التي يحتاجها وتحتاجها المعدة لتكون على استعداد لاستقبال وجبة العشاء لاحقا.
وعلى مائدة العشاء الرمضاني فإنه ينبغي تنوع وتوازن الأطعمة فيها ليستفيد وينتفع بها الجسم بكلفة مادية تتناسب مع دخل الفرد والأسرة وليس بشكل مبالغ فيه.
وعليه أن يمهل عند جلوسه على مائدة العشاء ولا يستعجل في أكله أو شربه فيأخذ من الطعام لقيمات صغيرة ويمضغها جيدا بروية ليهون الهضم على المعدة فلا تفرز الكثير من العصارة الهاضمة.
إن منطلق أهمية الوجبة المتزنة بمقادير قليلة في رمضان أنها تحسن من(كولسترول الدم) وتقلل حموضة المعدة مقللة – أيضا- من الإمساك ومشاكل الهضم.
وأؤكد على أهمية عدم الإكثار من شرب الماء مع وجبة العشاء بل يكفي كوبا واحدا فقط من الماء المعتدل(الفاتر) لأن إدخال كمية كبيرة منه على الطعام يؤدي إلى امتلاء المعدة وإضعاف الهضم ويقلل تركيز العصارة الهاضمة ويحدث الغازات ويربك عملية الهضم.
ونستطيع بشكل تقريبي أن نحدد احتياجات الصائم من المواد الغذائية على مائدة العشاء في رمضان بالمقادير التقريبية لتتألف من:-
– الشفوت:- أقل من نصف (لحوحة) مع كوب من اللبن(الحقين) أو الزبادي المعدل على شكل لبن.
– الرز:- ما مقداره أربع ملاعق كبيرة من الرز المطهي أو الفتة أو العصيدة .
– اللحوم أو الأسماك أو الدجاج:- قطعة صغيرة تعادل( 200)جرام.
– الخضراوات المطبوخة:- بمقدار(200)جرام أي ملئ كوب واحد.
أما السلطات فلا يقل عن طبق سلطة ويحبذ الإكثار من تناول المزيد منها كونها تشغل حيزا في المعدة مقللة ا

قد يعجبك ايضا