دعم المبدعين .. مهمة منقوصة !!

استطلاع/ محمد صالح الجرادي


❍ أحمد ناجي : نريد تأمينا صحيا ومعيشيا وتفرغا للإبداع
❍ جرمة : عملية الدعم لا تحفز على الإبداع ولا تحقق الكرامة
❍ الوصابي : عدالة الدعم مفقودة ويتساوى المبدع مع من ليس له علاقة بالإبداع
بالرغم من جملة الأهداف والمهام التي حددها قانون إنشاء صندوق التراث والتنمية الثقافية إلا أن المهمة التي تتوجه نحو رعاية ودعم المبدعين أخذت ما سواها من المهام وان كانت في الواقع ليست على ما يرام .
إذ أن كثيرا من دوائر الاستفهام تحاصر هذه المهمة لسنوات طويلة مضت ولم تنجح وزارة الثقافة وهي المعنية بالإشراف على عمل الصندوق وإدارته في ترتيب هذه المهمة على النحو الذي يجعلها ذات معنى وجدوى في واقع المبدعين فضلا عن غياب عدالتها .

الإدارة التنفيذية الثقافية على الصندوق لم تكن تؤرقها مهمة كمهمة الدعم الشهري للمبدعين وحجم الدعم الذي يتزايد بتزايد التوجيهات القادمة من الوزراء المتعاقبين على كرسي وزارة الثقافة. وتشكو الإدارة التنفيذية من كون الدعم الشهري للمبدعين أدباء وفنانين يتجاوز ثلاثة أرباع الإيراد الشهري للصندوق وهذا بدوره يعيق التوجه نحو مشروعات أخرى لها علاقة وثيقة بأغراض وأهداف الصندوق. ومع الاعتراف بضآلة الممنوح لكل مستفيد من المبدعين بصورة شهرية فإن ذلك في مجموعة يثبت ذهاب 80 % من إيرادات الصندوق لصالح هذه المهمة . ويتقادم الفشل والعجز في صياغة معايير وشروط تتيح العمل عليها وتحقق ظروف دعم لائقة ومقبولة خاصة وأن الحاصل الآن ليس أكثر من إعانة شهرية باهتة وضئيلة يتساوى فيها مبدعون حقيقيون مع آخرين لا علاقة لهم بالإبداع لا من قريب أو من بعيد عدا أنهم استطاعوا انتزاع توجيهات تفيد بإلحاقهم في كشوفات المبدعين والمستحقين للدعم الشهري. بالتأكيد سوف تلمس عدم الرضاء من هذا الدعم من اغلب المستفيدين وليس عدم رضاهم هنا يعكس حالة التذمر من المهمة بحد ذاتها.. إنهم يبحثون عن توجه نحو صيغة دعم شهري محروسة بمعايير نزيهة وشفافة وعادلة تذهب إلى من يستحقها بالفعل بكونه مبدعا بالإضافة إلى أنهم يبحثون عن توجه يعطي هذا الدعم قيمته ومعناه وجدواه.
دعم غير مكتمل !!
إيجابية هذا الدعم الشهري للمبدعين اليمنيين وفق تقدير الأديب المفكر أحمد ناجي أحمد تبقى غير مكتملة دون أن يكون هناك دعم اكبر على الصعيد المعنوي والمادي ودون أن يكون هناك تأمين صحيح للمبدع وقوانين تتصل بتفرغه للإبداع مع تحسين ظروفه المعيشية للتمكين من تطوير أدائه الإبداعي ودوره في انجاز حالة النهوض الشامل بالوطن لا يلبي طموحا.. وعلى مسافة مختلفة قليلا يصف الشاعر محي الدين جرمة الدعم الشهري بأنها “غير مجدية حتى اللحظة, وأن هناك حالة من الفصام بين بعض من يزعمون كونهم أدباء ويتسيدون مراكز قرار أو صلاحيات في إدارة شأن ثقافي ما,غير أنهم ما يزالون يستكثرون على “المبدع الحقيقي” أن يحاط بالرعاية,ويخصص له حافز محترم يكفل له كرامة العيش ويحفز على الإبداع وأفق إغناء التجارب وورشة الكتابة الإبداعية والثقافية.
ويتابع : الصندوق لا يزال يدار بآلية شرطية قديمة كل شهر لا يهمها سوى جرجرة الناس إلى الحسابات,أو كاتب الحافز الشهري,وكأنما هي (طلبة),ويعد فتات ما يتسلمه بعض المبدعين في مجالات مختلفة في الأدب والفن لايزال يستحي المرء من ذكره, ذلك أنه لايلبي أي طموح للمبدعين حتى اللحظة وبالإشارة الى محاولات معالجة هذه الاشكالية عبر لجان شكلت في وقت سابق يؤكد جرمة أن لأن الصندوق حتى الآن لايزال يتخبط بالعودة إلى لجان عشوائية هي في الأساس من ضمن كادره المتخلف الذي لايتميز حتى اللحظة بأي دورات تدريبية أو تأهيلية تضيف له معرفة من أجل إدراكه لطبيعة العمل الثقافي وتأدية دوره ككادر وجد أصلا في الوظيفة العامة ليس من أجل أن يتقاضى ولايلتفت سوى إلى أجوره وحوافزه ولكن من أجل تيسير سبل العمل الثقافي وإحتياجات دعمه ورؤيات تطويره إلى الأفضل.
ويضيف الصندوق في الحقيقة لايزال كادره يعاني من “أمية كاملة وتكدس فائض عن الحاجة يجعله لايعي معنى “التنمية الثقافية”ومقهومها وعلاقة ذلك بالثقافة كمنظومة حقوق وطنية وإنسانية مشروعة للمجتمع بشكل عام ولا معنى لما يقدمه الصندوق في ظل غياب سياسات حقيقية تشرع للثقافة وتجعلها ذات أولوية بدلا من شراء السلاح وتفشيه في المجتمع والجماعات,الإبداع والثقافة يحتاجا إلى خدمة تتم وفق شروط ومعايير فنية لا أن يبقى يعمل لحساب وإمتيازات أسر بعينها,باتت تتوارث الثقافة وإمتيازات مناصبها بإعتبارها “الثقافة”..
دعم وهمي !!
ومن جهته يؤكد الشاعر والناقد عبد الرقيب الوصابي اختزال الصندوق في تقديمö إعانات شهرية يتساوى في ذلك الشاعر والقاص والمفكر والروائي والفنان والراقص والمخرج بل ويتساوى المبدع الأصيل مع غيره ممن ليس

قد يعجبك ايضا