ميثاق الشرف الذي نسيه الصحافيون !!

عبد الحليم سيف

 - 

Ahalim_227@yahoo.com
شهور طويلة والمطالبات بوضع ميثاق الشرف الإعلامي في هذه البلاد لم تنقطع والحديث عن الانحدار المريع للأداء الصحافي والإعلامي,  وتشويه حقوق الزمالة , وإهدار أخلا

Ahalim_227@yahoo.com
شهور طويلة والمطالبات بوضع ميثاق الشرف الإعلامي في هذه البلاد لم تنقطع والحديث عن الانحدار المريع للأداء الصحافي والإعلامي, وتشويه حقوق الزمالة , وإهدار أخلاقيات المهنة , وخرق تقاليدها والإضرار بأعرافها وحرف رسالتها حديث لا يتوقف بين زملاء المهنة وأرباب القلم والمثقفين وأهل السياسة وحتى المواطن الأمي. والبحث عن وسيلة للحد من صحافة العبث وإعلام الخداع الشامل و”فضائيات الفتنة” بحسب تعبير أستاذنا الجليل والمتوهج دوما الدكتور عبدالعزيز المقالح أمر يشغل كل الحريصين على اليمن ووحدته ونسيجه الاجتماعي وسلامة الأهالي في مرحلة صعبة وحساسة , لا تقبل المزيد من الخسائر والمناورات بقدر ما تتطلب الإسراع في تطبيق مخرجات الحوار الوطني والاتفاقيات.
وعلى نفس هذا المنوال ترتفع نبرة الدعوات باتجاه أن تظل الصحافة المهنة الشريفة ومعها وسائل الإعلام الحديثة في موقعها اللائق بها على أن تتحول إلى أداة وطنية وحقيقية للتنوير وتقديم المعرفة وإحداث التغيير الإيجابي وأن تكون جزءا من الحل, وليس عقدة للجميع تشعل الحرائق والفتن ولا تبشر بغير الخراب والدمار والهلاك والفرقة ونشر الغسيل القذر والتحريض على الفوضى التي أبتلينا بها منذ حين.
ويبدو من خلال متابعتي للكتابات والمناقشات والتصريحات أن كثيرين يعتقدون أن صاحبة الجلالة بلا أخلاق ولا شرف ولا ميثاق وهذا انطباع غير صحيح فمواثيق الشرف قائمة في اليمن منذ قيام نقابة الصحافيين اليمنيين في شطري الوطن سابقاوذلك عام 1976م فهناك مواثيق مكتوبة أقرتها مؤتمرات “النقابة” في صنعاء و”المنظمة ” في عدن بين عامي 78و1985م وكلها تتضمن مبادئ سلوكية سليمة لإرساء تقاليد شرف المهنة وقدسيتها وتأصيلها لدى العاملين في حقل الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية ويندرج في هذا النطاق مثلا: عدم استغلال المواقع الإعلامية لأغراض شخصية أو منفعية وكل ما يسيء إلى شرف أو قدسية المهنة ويضر بوحدة الوطن “و “التعامل بمسئولية وصدق وشرف إزاء كل ما يكتب وينشر ويذاع وفقا لمبدأ التقييم والمحاسبة” ومن ثم “المعاقبة”.
في ذلك .. فإنني لن أتحدث عن التاريخ رغم أهميته فهو مليء بآداب المهنة, ولكن سوف أذكر بالوسيلة المتوافرة الآن وهي ملزمة للجميع حتى وضع البديل والمقصود بها “ميثاق الشرف الصحافي” الذي أقره المؤتمر التوحيدي للصحافيين اليمنيين في جلسته الصباحية المنعقدة يوم الاثنين 11/ يونيو-حزيران 1990 وكما سنرى بعد قليل أن هذا الميثاق يتضمن عددا من القواعد والالتزامات والحقوق المتصلة بجلال المهنة وربط الضمير الصحافي بضمير الرأي العام ومع ذلك ما زلنا نبحث في عاصمة ما وفي ورشة عمل ما عن ” مشروع ميثاق سياسي وليس مهنيا مع الأسف .. في وقت لم يلتزم معظمنا بمادة واحدة مما لدينا . فهل السبب هو وجود بعض العيوب في الميثاق الحالي¿ أم أن المشكلة تكمن في عدم تطبيقه¿ أو افتقار النقابة إلى قانون نظرا لعدم الاعتراف بالصحافة وحريتها في نصوص الدستور القائم ¿! وما علاقة من يملك الإعلام في وضع ميثاق شرف لا يكتبه إلا أبناء المهنة¿!
هذه الأسئلة أطالب جميع الزملاء بالإجابة عليها بعد أن يقرأوا بعمق
وبعين العقل المحتوى الكامل لميثاق الشرف الصحفي وهو كما أراه وغيري صالحا في معظم مواده ويحتاج فقط إلى تطوير لن يستغرق وقتا وها كم نص الميثاق :
” إيمانا بالأهداف النبيلة للثورة اليمنية وحرصا على تعزيز دعائم وحدة الوطن والتزاما بشرف الكلمة الملتزمة بقضايا شعبنا اليمني نتعهد نحن الصحافيين اليمنيين ونلتزم بما يلي:
أولا : الحفاظ على وحدة الوطن والدفاع عنها بكل الوسائل وبكل ما نملك ومحاربة وتعرية كل الاتجاهات المعادية للوحدة الوطنية وسيادة الوطن وأمنه واستقراره.
ثانيا: العمل على الإسهام من أجل سيادة دولة النظام والقانون واحترام دستور الجمهورية اليمنية وحقوق المواطنين وإشاعة مناخات الديمقراطية في حياة مجتمعنا.
ثالثا: الالتزام بكل نزاهة وإخلاص في ممارسة النقد المسئول المتجرد من المصالح الضيقة وكشف الأخطاء وعدم إخفاء الحقائق ومواجهة أي فساد أو عبث يعيق تقدم شعبنا اليمني وتطلعاته نحو مستقبل مشرق.
رابعا: المحافظة على سمعة المهنة الصحافية وعدم استخدامها كوسيلة للمتاجرة والابتزاز أو طعن الكرامة الشخصية للمواطن دون وجه حق ونبذ استخدام أي شكل من أشكال التعبير المنافية للأخلاق ومبادئ عقيدتنا الإسلامية وعدم اللجوء إلى استغلال ممارسة المهنة للتضليل والتكفير.
خامسا :احترام حرية

قد يعجبك ايضا