حوار وحدوي صريح
د.عبد الله الفضلي

لي صديق عزيز وصادق في كل آرائه وأطروحاته وهو من أبناء مدينة عدن الحبيبة إلى قلوبنا يعيش في العاصمة صنعاء العاصمة التاريخية لدولة الوحدة منذ ثمانية عشر عاما مع كل أفراد أسرته حينما انتقل عمله إلى العاصمة صنعاء وقد حصلوا على أرضية في إحدى ضواحي مدينة صنعاء وبنوا لهم فيها مسكنا يأويهم بعد أن ذاقوا مرارة الإيجارات , وليس هذا فحسب فقد تصاهروا وتناسبوا مع أبناء مدينة صنعاء حيث تعودوا على جو صنعاء بكل ألوانه وأطيافه ولم يعد البرد الشتوي القارس لصنعاء يخيفهم بل الذي أصبح يخيفهم الآن هو حر ورطوبة مدينة عدن حينما يقومون بزيارتها في بعض المناسبات خاصة أيام الصيف القائض .
وبالتالي فإن هذا الصديق قد ألحق كل أولاده في المدارس في صنعاء وقد اندمجوا مع أقرانهم سواء أكانوا ذكورا أو إناثا وحققوا نجاحات وحصلوا على شهادات متعددة وبعضهم التحقوا بالجامعات .
وقال لي هذا الصديق الحميم: إن الذي جعلنا نتعلق بمدينة صنعاء العاصمة وحب البقاء فيها هو طيبة أهلها وترحيبهم بنا وتسهيل معيشتنا بينهم واحترامهم وتقديرهم لنا أيضا ولم نشعر يوما من الأيام , أننا غرباء عن أهل صنعاء أو أننا منبوذون أو غير مرحب بهم أو أننا لا نستحق أن نمتلك أرضية أو نبني عليها سكنا لنا بل بالعكس لقد وقفوا معنا وساعدونا وتعاونوا معنا حتى أنشأنا هذا السكن وقد جاءوا إلينا وزارونا وباركوا لنا هذا السكن الجديد وما زالت علاقتنا ودية وقوية وحميمة وما يزال التواصل بيننا قائما عبر الاتصالات والزيارات المتبادلة ولم نشعر يوما بأية مضايقة من أي نوع أو همز أو غمز أو سخرية ونحن لا نشعر أبدا بأي تمييز من أحد منهم حتى هذه اللحظة لدرجة أن أبناءنا وبناتنا كل واحد منهم قد كون له أصدقاء ولذلك لم نعد نسعى أو نفضل أو نتمنى أن نعيش في مكان آخر أفضل من مدينة صنعاء الحبيبة التي احتضنتنا ولا زالت تستقبل وتحتضن كل أبناء محافظات الجنوب دون تفرقة أو تنمر أو سخط أو كراهية أو مضايقة أو إطلاق بعض الألقاب عليهم كما يحصل لإخواننا الشماليين في بعض محافظات الجنوب من أناس لا أخلاق ولا ضمير ولا وطنية لهم .
وأردف صديقي قائلا: هل تعلم أو تصدق أن غالبية أبناء مدينة عدن الأبية الوحدوية يحبون الوحدة حبا شديدا ويدافعون عنها ويحمدون الله ويشكرونه أن الوحدة اليمنية قد جاءت بإرادة الله وإرادة الشعب وتحققت لهم أحلامهم وتطلعاتهم للاندماج مع إخوانهم في المحافظات الشمالية وهم يعيشون سعداء في ظل الوحدة التي حققوا من خلالها ما كانوا يتمنونه من حرية وديموقراطية وتنقلات وسفريات إلى الخارج وتملك وبناء وتجارة واستثمار ومساكن طيبة يرضون عنها حيث كنا نحلم بها قبل الوحدة مجرد حلم وأصبحت اليوم حقيقة لا خيالا .
ولكن من يقومون بالعبث وبأعمال الشغب والتخريب والتحريض في مدينة عدن والقيام بالمظاهرات والاغتيالات والاعتداء على الجيش والأمن وأعمال النهب والسرقة والتقطع في الطرق العامة ومضايقة المواطنين العدنيين والشماليين وإغلاق الشوارع والعصيان المدني هم ليسوا من أبناء عدن الوحدويين بل أن الحراك الجنوبي المسلح هم من يجلبونهم في سيارات النقل وبنسبة 90 % من بعض المحافظات القريبة من عدن وهم يحملون الأسلحة ويتاجرون بها أو بمعنى أدق فهم ممن ينتمون إلى ما يسمى بالحراك المسلح الرافض للوحدة والذين لا يؤمنون لا بالولاء الوطني ولا بالوحدة وبلا باليمن ولا بالأخلاق والقيم بل هم يؤمنون فقط بالعنف والنهب والتقطع والتخريب والإساءة إلى الوحدة اليمنية وكثير منهم مرتبطون بقيادات جنوبية عفا عليها الزمن وتجاوزها وهي قيادات منبوذة ومكروهة من قبل الشعب الجنوبي وهؤلاء الشباب الذين يقومون بعمليات التخريب هم من الذين لا عمل لهم لأنهم قد تعودوا أن يعيشوا على حساب وتمويل قيادات الحراك المسلح الذين يقومون بتمويلهم والإنفاق عليهم بعشرات الملايين من الأموال المدنسة لكي يعكروا الأجواء ويسيئوا إلى الوحدة اليمنية والمطالبة بفك الارتباط لتحقيق أغراضهم الدنيئة والمريضة عن طريق إيران وبعض الأطراف العربية التي لا تريد لليمن أن يستقر أو ينهض أو يتوحد .
وكان آخر منظر حضرته بنفسي (وهذا الكلام لصديقي) يوم 21 مايو الماضي في مدينة عدن بالمعلا حيث شاهدت فعالية للحراك الجنوبي بمناسبة يوم إعلان الانفصال ووجدت عشرات الشباب وهم يوزعون على الآخرين آلاف الريالات وسط الساحة مقابل إحياء هذه الذكرى المشؤومة التي نحاول أن ننساها مع الزمن هؤلاء هم من أصحاب الدفع المسبق وكل شيء له ثمن عند هؤلاء .
ومن أجل ذلك نحن وحدويون وسوف نظل كذلك وسوف ندافع عن الوحدة إلى ما شاء الله .