هل يصلح صخر ماافسده الدهر¿

أحمد الكاف


لعل محافظة الحديدة من أهم المحافظات في بلادنا اكتسبت أهمية زراعية واقتصادية وإيراديه ومن خلال ما تجود به أراضيها الخصبة من إنتاج غذائي وحيواني وفير وبحسب الأرقام فإن إنتاجها الزراعي يصل إلى 40 % من الإنتاج المحلي فيما يمثل الإنتاج الحيواني 48%وفعلا الحديدة سلة غذاء واقتصاد الوطن واقتصاديا تمثل شريان الحياة لاقتصادنا الوطني ومن مختلف الموارد المالية وإيراديا تعد الأولى علي مستوي الجمهورية وتمثل إيراداتها 50 % من إجمالي الإيرادات غير السيادية .
هكذا هي الحديدة تحتل الأولى في الإيرادات والأخيرة في توفر المشاريع الخدمية والتنموية خاصة مشاريع البني التحتية ولم تسلم من الفيد والنهب المنظم وغير المنظم منذ الحكم العائلي الاول والثاني وحتى في ظل نظام السلطة المحلية ظلت المحافظة الوفية والتابعة لهم بإحسان وأمام وفائها وولائها لم نخظ بأي رعاية أو اهتمام ففي الجانب الصحي لم تشييد الحكومات السابقة أي مشفي على نفقاتها أو حتى من الإيرادات المحلية الهائلة ففي مطلع سبعينيات القرن الماضي تم تشييد مستشفيين الأول (العلفي)على نفقة التجار والثاني على نفقة دولة الكويت الشقيقة هذان المرفقان الخدميات قدما خدمات جليلة إقليميا ولأكثر من 4 محافظات واليوم انتهى عمرهما الافتراضي.
وفي مجال الكهرباء تنتج المحافظة وتشتري مايزيد على 200 ميجا فيما حصتها في حال تشغيل محطة مارب 70 ميجا فقط واثناء خروجها 20 ميجا مع أننا نسعي نحو الأقلمة ولو باقلمة الكهربا ء أولا .
وثالثة الأفاعي المجاري فان كانت البندقية بإيطاليا تشتهر بأنها مدينة عائمة في البحر فإن الحديدة تشتهر بأنها مدينة عائمة في مخلفات القمائم وطفح المجاري ولك أن تتصور معاناة أبنائها.
فعلا لم يكن إعلان محافظة الحديدة محافظة منكوبة جاء من فراغ وإنما من معاناة وسوء إدارة ونهب وفيد وقهر وإذلال ومع أنها غنية بمواردها وفقيرة فيما يحتاجه سكانها فلسان حالها يقول ( كالعيس في البيداء يقتلها الظماء والماء على ظهرها محمول ).
بيد أننا لاننكر دور المحافظين السابقين وكل جاء في ظروف استثنائية سلبية كانت أم ايجابية لكن نقول اليوم وفي ظل تعيين المحافظ الجديد صخر الوجيه ما قد مر يكفي ونتطلع إلى تحقيق نظام السلطة المحلية وصولا إلى تنفيذ نظام الاقاليم ومن خلال الاستفادة من موارد المحافظة لتنميتها وتحقيق طموحات وآمال أبنائها في مواطنة متساوية وعدالة اجتماعية .
قد يكون الفساد عم أرجاء البلاد لكن الفساد والتهميش في الحديدة لهما جذورهما التاريخية منذ عقود من الزمن فهل يصلح صخر ما أفسده الدهر عسى ولعل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون ) (ولا يجرمنك شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) صدق الله العظيم.

قد يعجبك ايضا