بل فعلها الناصريون

عبد الرحمن بجاش


يستطيع الناصريون الآن أن يفاخروا بما أنجزوه , تستطيع روح عيسى محمد سيف أن ترقد بسلام إطمئنانا إلى أن أجيال الناصريين المتلاحقة تبني على المدماك المتين الذي قدم ورفاقه حياتهم من أجله , يستطيع سلطان العتواني أن يضع رأسه مطمئنا إلى مخدته حين كبر على نفسه وسلم الراية الى القاعة تأتي بمن يطمئن اليه ضميرها ويعود هو عضو أمانة يرى الصورة بتفاصيلها من بعيد فيقيم ما فعل وزملاؤه خلال توليهم السلطة إذا صح التعبير وسلموها راضين قانعين لاصحاب المصلحة مندوبي المؤتمر من البلاد كلها بدون استثناء وبدون هيمنة القروي أو المناطقي ….كان الصندوق هنا وبحق هو الفيصل , يستطيع الناصريون وقد عملت هنا على استفزازهم ( هل يفعلها الناصريون ) ليرد علي في الفيس بوك احد شبابهم ( نعم سنفعلها ) لتفي قاعدة التنظيم الشبابية بما وعدت وتضخ دماء جديدة تنصهر بدماء النصف الآخر 23 إمرأة تؤكد المؤكد في أن الصندوق الحقيقي يمكن أن يأتي بالجديد الحقيقي , مقابل الصناديق المذحلة تدفعك للهروب من ضجيجها , يستطيع عبدالله نعمان وهو الآتي من رحم الناصرية أن يفاخر بسيرته محاميا لامعا , شخص عام نزيه واقول هذا عن إطلاع , إسمه تلألأ كثيرا فوق سماء ساحة الحرية بتعز , لم يأت بقرار فوقي أو ناتج رغبة شخصية , بل نتاج عمل تنظيمي وعام دؤوب توج باختيار القاعة له وهي خير من يختار ويحكم وهو معني بأن يثبت انها أحسنت الاختيار. الآن يكون علينا أن نرفع – وقد تابعت المؤتمر باهتمام شخصي – كل مشدة وكوفية من على رؤوسنا احتراما لتجربة تؤسس باقتدار يكون على الآخرين ان يقتفوا أثرها ويعملوا ليس أفضل منها إن لم يستطيعوا على الأقل يحاكوها …أين الاشتراكي ¿¿ اسأل من جديد ….أين اليسار ¿¿ أبحث عنه من جديد ……أين اصطفاف القوى المدنية حامل لفعل الشباب رؤية تتحول إلى مشروع وصولا الى الدولة العادلة . الآن علينا ان نقول للناصريين وقد فعلوها أن أمامكم الكثير وهذا مجرد فضول المحب , أن يكون الأداء الآتي بحجم الفعل , لتكونوا النموذج الذي نحلم به لعمل سياسي متميز نتمنى أن نراه تعددا وتنوعا وقبول بالآخر الذي يرسل بنظره نحو المستقبل بعيدين عن الماضويين غير اولئك الذين يفاخرون بوجهه السيئ القاتم بل أولئك الذين ياخذونه عبرة تقيم كمراحل ولا تتحول بحكم العادة إلى مهيمن يعيد إنتاج نفسه كلما تقدم الناس خطوة إلى الأمام , لا نريد أن نعود إلى حباب الركب من جديد , ولا نريد أن نؤسر إدعاء واستخداما سيئا للدين الذي نظرت له الاشتراكية عدالة اجتماعية ترتفع بالناس إلى مصاف واحد لا تكبر تحته الرؤوس إلا بامتثالها لأدوات الدولة دستور وقانون , نريد أن نظل بشرا ينتج التجارب التي تضيف ولا تخصم , تساوي ولا تميز , نريد الناس تحت شعار واحد من وحي أنهم خلقوا أحرارا لا يميز بعضهم عن البعض الآخر سوى القدرة على الالتزام بحقوق وواجبات المواطنة , سيكون على الناصريين ان يعملوا الكثير حفاظا على تجربة كبيرة تجدد من خلال إعادة قراءة اللحظة إن على مستوى التنظيم وإن على مستوى راهن الواقع , سيكون علينا أن نراقب ونتابع باهتمام الفضولي المحب ومن يتوق إلى ان يرى تجربة ديمقراطية حقيقية لا أراها سوى في التداول السلمي للموقع من أعاد العتواني الذي كبر كثيرا الى الصفوف ليتقدم من بينها من سيقود السفينة خلال المرحلة القادمة وهي مهمة دقيقة , كبيرة , حساسة , كل ما نراه ونباركه يجب ألا ينسينا أن القديم الذي هيمن بتخلفه وإصراره يعمل على العودة استعبادا للناس وإقصاء لكل نضالاتهم , نحن أحوج ما نكون الى الانتباه الآن الآن …..ما يحتم تجديد الدعوة إلى كل ما هو وطني ….ان البلد حماية لمستقبلها تدعو إلى الاصطفاف في وجه من يحاولون العودة الى الركوب على ظهورنا ….

قد يعجبك ايضا