حين تسمى المرأة “عدن” !!

عبد الرحمن بجاش


تثبت الأقلام المبدعة دوما أن العلاقة بين المبدع والمدينة علاقة بين العاشق والمعشوق ,إذ أن المدن كالنساء , مدينة جميله , امرأة جميله , مدينة انتقه , امرأة انتقه , مدينة مسترخية حالمة جامعه , مدينة بالتعدد والتنوع تراها كالبحر فيه اللآلئ والصدف كما قال أبو بكر , وامرأة بشعة روحها , تجدها في النهاية مدينة بشاعتها مركبه , ما بالك أن تكون المدينة عدن!! , وما أدراك ما عدن!! , امرأة جميلة روحها , أعماقها بحر , عيونها لآلئ , وأصدافها البشر الذين شكلوا وعيها , وهي كمدينة امرأة لها حكاياتها مع الجبل والبحر حيث تتداخل الموجة بالمرأة بالمد ينه , تراها تلثم خدود الصخور السوداء فتحيلها واحات من الفرح تقرؤها في المشموم في وجوه مخضرة بالضياء يأتي نورها من الفنار الذي قاد الحالمين بالمدينة والمرأة البحر والجبل بعلاقة أزلية تكونت هناك مع المدى الممتد بين كل مد وجزر يصنع جزرا من البهجة …عدن عدن ..يا أجمل المدن الفاتنات امرأة تتشيذر بشيذر البخور, تلوك بين فكيها أغاني الصيادين وأولئك الذين لا يفرقون بين روح المرأة والمدينه , أليست المدينة امرأة تضع خديك في حضنها فتسافر مع سفنها إلى مدن الحلم … ¿¿عدن مدينة امرأة ليست مثل النساء, وأجمل المدن حكاية بين القطرة والدمعة …..وانظر فقد حصلت بين أوراق السنين التي مرت على كنز عنوانه أوراق فلكلوريات عدن ( فضاء للتعايش , الانفتاح , المحبة والجمال ) كنت أتمنى أن يضاف إلى العنوان والمشاقر …., بين دفتي أوراق لذاكرة الآتي من إصدارات بيت الموروث الشعبي , أول ورقة لم تكتب بحبر القلم بل كتبها هشام علي بذهب القلب ( خربشات على جبل شمسان ) لن تصدقوا أنني صحوت عند الـ 3,50 دقيقه فجر اليوم ( أمس ) لأعيد قراءة ما أدهشني , فقد خربش هشام كما لم يخربش في حياته على طريقتنا يوم أن كنا أطفالا نخربش على جدران دورنا القديمة في قرانا المنسية الآن , حيث تركنا سرنا هناك وذهبنا ,,,,,,خربش هشام على جدار الجبل قال ( ولكن ثمة سؤالا مهما , أين يقع مركز هذه المدينة التي تحمل الاسم عدن , الذي يجمع بين البناء التخيلي الجميل ” جنة عدن ” , وبين البناء الواقعي الرائع , المرتبط بحركة الإنسان وسكونه ( عدن أي أقام ) ¿ يحمل الاسم عدن ثنائية الواقع والخيال , الحقيقة والحلم , الفضاء الممتلئ بالمخيلة والتاريخ المتشكل بالإرادة ) يواصل هشام مغازلة المدينة المرأة الأجمل ( هل مركز المدينة يبدأ من حدود البحر ويتجه نحو الجبل الذي يحاصرها , أم انه ينزل من الجبل في اتجاه البحر ¿ في الحالتين تبدو عدن أرضا أفقيه محصورة بين البحر والجبل ) وانظر حين يتحول القلم إلى ريشه فيرسم وجه المدينة أو المرأة عدن …يقول هشام ( الماء أفق ممتد لليابسة , أفق لا ينتهي , ليس له حد , والجبل معراج نحو السماء في هذا الفضاء المتعامد , يسكن المطلق , إذا كان ثمة ارض للمطلق فهي أرض عدن , كيف وصل أهلها إلى هذه القسمة الضيقة مساحة , المطلقة فضاء ¿ هل جاؤوا من وراء البحار , أم نزلوا من السماء ¿ ) ….يا الله كيف يتحول الكاتب إلى عازف على البيانو أو العود أو الجيتار لحظة أن يكتب عن مدينة يحبها أو امرأة يعشقها , وعدن لا يمكن لك إلا أن تظل مولها بها , فهي تتمدد بين العشق والعشق بين المرأة والمدينة , بين المشقر والشاطئ , بين الجبل وأول موجة آتية من البحر البعيد الذي أتى منه أهلها , أحيانا تحول إلى جبل فهبط من رأسه أهله مسافرين باتجاه عدن …….ليتشكل البحر والجبل مدينة لا يزال سرها يسكن أعماق الناس ….وإذا أردت الدليل فسافر في عيون نسائها …., وإذا أردت الدليل على حنق المرأة من عدن التي نافست جمالها فليضف هشام إلى مالديه ما كانت النسوة يرددن في القرى التي منها يذهب الرجال ولا يعودون (( يوم الخميس من شال طöمúره ولى ……لك الحريق يا دكة المعلى )) …

قد يعجبك ايضا