فتشوا عن المرأة …¿

د/عبدالله علي الفضلي


للمرأة اليمنية دور تاريخي وحضاري وثقافي لا يمكن إنكاره وقد أدت المرأة اليمنية أدوارا سياسية واجتماعية وثقافية ودينية وتربوية انعكست على الأجيال اليمنية على مدى تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر لا يمكن إغفاله أو محوه من السجلات وكتب التاريخ وقد أثبتت المرأة اليمنية جدارتها عبر التاريخ وتحملت المسؤولية في كل عصر بنجاح واقتدار , وقد فتحت الثورة اليمنية والوحدة للمرأة اليمنية آفاقا واسعة من التقدم والازدهار لتنطلق إلى الأمام وتقتحم العقبات والصعاب التي كانت تعترض مسيرتها وتمضي بثبات وثقة عالية وتصل إلى غاياتها المنشودة وخاصة أولئك النسوة الرائدات الأوائل اللاتي اثبتن جدارتهن في شتى نواحي ومجالات الحياة واسهمن في رقي الأجيال تربويا وتعليميا واجتماعيا وثقافيا كما ولجت عالم السياسة والاقتصاد والطب والهندسة والعلوم والقانون فهي تجيد كل أنواع المهن وتمارس الألعاب الرياضية وتتحمل أعباء الحياة ومتطلباتها بكل جدارة وثقة فقد كانت ملكة لليمن وهي الأن أستاذة جامعية ومؤلفة ومحامية وطبيبة ناجحة ووزيرة وسفيرة وأديبة وشاعرة وقاصة وروائية كما ارتادت المناصب والوظائف العليا المرموقة فهي امرأة وربة بيت وأم لأطفال وطالبة جامعية وموظفة في وقت واحد وهي تكافح وتناضل من أجل رفع مستواها التعليمي والمعيشي والوظيفي وغالبا ما تكون دائما في صراع مع الحياة ومتطلباتها خاصة أولئك النسوة اللائي وجدن أنفسهم بلا عائل أو ولي أمر ينفق عليهن ويحفظ لهن كرامتهن وأمومتهن ومعيشتهن.
وهناك عشرات الآلاف من النساء اللاتي يعملن في شتى مجالات الأعمال ويشاركن الرجل في المهن والأعمال المختلفة ليكسبن من خلالها مصادر أرزاقهن ومن يعلúن من الأهل حيث يعملن ليل نهار وفي أي وقت وتحت أي ظرف لكي يتغلبن على صعوبات الحياة ويعملن في المصانع والمزارع المتاجر وفي الشركات وفي البنوك وفي الهيئات والمؤسسات والمصالح وفي الجيش والشرطة دون كلل أو ملل وهذا هو الوجه المشرق للمرأة اليمنية المكافحة والمناضلة .
المرأة وولوجها الى عالم الجريمة والإرهاب
إلا أن هناك جوانب مظلمة في حياة المرأة فهناك الكثير من النساء الأميات وإنصاف المتعلمات وغير العاملات بوظائف لائقة بل يعملن بوظائف متدنية كالفراشات والعاملات العاديات أو بدون عمل معين لم يحالفهن الحظ للحصول على حياة كريمة فبعضهن قد أبتلين بآباء أو إخوة يمارسون ضدهن العنف الأسري أو بأزواج ظلمة وقساة القلوب لا ضمائر لهم يحملون زوجاتهم مسؤولية الإنفاق الأسري بما في ذلك الزوج نفسه حين يفرض عليها جبروته وبطشه وسيطرته على المرأة المغلوبة على أمرها وإجبارها على الخروج من البيت والشغل والعمل في أي مكان وفي أية وظيفة وفي أية مهنة حتى لو كانت مهنة الشحاتة وهذه ظاهرة ملحوظة المهم أن تنفق عليه وعلى أولاده بل ويرغمها على أن تقوم بشراء القات والسجائر وهو نائم على فراشه على مدار 24 ساعة فهو إما عاطل أو أمي أو مطرود من العمل ولا يجيد أي نوع من الاعمال التي يحصل من خلالها على لقمة العيش , ومن هنا يحترفن الجريمة تحت طائلة الفاقة والعنف .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هناك القليل من النساء على مختلف مستوياتهن التعليمية والثقافية والاجتماعية والأسرية والاقتصادية قد انحرفن عن الطريق الصحيح وأصبحن يمارسن أنواعا شتى من الأعمال الإجرامية المنافية للأخلاق والأعراف والعادات والتقاليد ودخلن عالم الجريمة بكل أنواعها ومستوياتها وسواء أكان هذا الانحراف ناتجا عن فقر أو ناتجا عن التربية الأسرية السيئة أو كان ناتجا عن العنف الأسرى أو كان ناتجا عن البعد عن الدين وضعف الإيمان أو كان ناتجا عن مسايرة بنات السوء ومن اصحاب السوابق والتجارب الخبيثة , المهم أن هذه المرأة قد انحرفت ودخلت عالم الإرهاب حيث تستغل عناصر القاعدة ضعف بعض النساء أو حاجتهن إلى المال أو عبر صلة القرابة فيتم تجنيدهن ليشاركن الإرهابيين في التغطية عليهم والإيواء والتستر ونقل الأخبار إلى الأخرين وحمل السلاح ونقله من مكان إلى آخر واستغلال المرأة في عملية التنقلات والتحركات لأفراد القاعدة حيث يقوم الإرهابيون بالتنقل في المدن والشوارع عبر السيارات مع أسلحتهم المتعددة المخفية وتكون المرأة هي الحصانة أمام أفراد النقاط الأمنية فبمجرد رؤية الشرطة امرأة أو امرأتين داخل السيارة مع اثنين أو أكثر من عناصر القاعدة . إلا ويسمح أفراد النقطة للسيارة بالمرور دون تفتيش ولم يدرك أن بداخلها إرهابيين مع كامل الأسلحة والأحزمة الناسفة.
فمتى ستعي الجهات الأمنية هذه الملاحظة ومتابعة تجنيد واستغلال النساء في التحركات والتنقلات ونقل الأسلحة باصطحاب النساء المتعاونات معهم وعلى هذه الجهات الأمنية أن تخضع السيارات المارة والمشبوهة للتفتيش بعد إنزال النساء خارج السيارات وسوف تكتشف أشياء لا تخطر على بالهم .

قد يعجبك ايضا