مخرجات الحوار وترسيخ الوحدة
أحمد الكاف

على مر العصور ظل الشعب اليمني موحدا أرضا وإنسانا حتى في ظل قيام دويلات متعددة ولم يعرف اليمنيون التشطير رسميا إلا في ظل الإمامة والاستعمار وعبارة عن كيانات سياسية لوطن واحد وشعب واحد ومع ذلك لم يعترف اليمنيون بالتشطير شعبيا ومثلت واحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر أهم ركيزة من ركائز وحدة الشعب اليمني الذي سعى ومن خلال واحدية ثورته إلى إعادة لحمة الأرض اليمنية في كيان سياسي واحد.
بيد أن تدخلات إقليمية ودولية في شئوننا الداخلية مثلت عقبة امام دعاة الوحدة من الشطرين وحدث ما حدث ومع ذلك ظل الشعب اليمني بل والكيانان الشطريان يسعيان نحو إعادة وحدة الوطن وكل بحسب فكره السياسي والاجتماعي ومن خلال أهداف الثورتين الخالدتين وكلنا يتذكر مآسي الوطن والشعب في ظل التشطير واثر التدخلات قي شئوننا الداخلية وكانت ثقافة الحقد والكراهية وصمة عار في جبين اليمنيين بيد أن تحقيق وحدة اليمن أرضا وكيانا في الـ22 من مايو90م ألغت الحواجز السياسية النفسية وأزالت موروثات الماضي الأليم ماضي التشطير البغيض وأشرقت بالوحدة مرحلة سياسية ساهمت في ترسيخ الوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحب والتسامح فيما بيننا ونبذ ثقافة الحقد والكراهية وزاد من الزخم الوحدوي منهجية الفكر الديمقراطي السليم وفي إطار تعددية سياسية مثلت نموذجا رائدا للديمقراطيات الناشئة بالمنطقة .
غير أن البعض ظل مشدودا للماضي ومن خلال فرض واقع أليم كحق مكتسب تم بفرض سياسة فكره الشمولي أو الهيمنة الاجتماعية و فرضه كأمر واقع مع أن ذلك يتنافي مع عهدنا الجديد عهد الوحدة والديمقراطية وكانت أزمة وخرجنا منها بسلام وانتصرنا لوحدتنا غير أن البعض جعل من هذا الانتصار وسيلة للضم والإلحاق وتصفية حسابات ومغانم وبموجب مكاسب لا تعتبر حقا مشروعا لهم بينما هي حق شعبي اكتسبها الشعب في ملحمة ترسيخ الوحدة والدفاع عن مشروعيتها ورغم فشل سياسة الائتلاف والاختلاف في الهيمنة على شئون الوحدة ومن خلال إقصاء الآخرين إلا أن هذه السياسة أضحت واضحة للعيان إبان الأزمة السياسية الأخيرة ولولا الحكمة اليمانية المعهودة لكنا اليوم في خبر كان ومن خلال الحوار الوطني الشامل لاحت بارقة أمل متجدد في حياة اليمنيين وأثمر الحوار مخرجات وطنية ساهمت في ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وإعادة بناء الدولة اليمنية الموحدة وبأسس سليمة تؤكد مدى تمسك الشعب بوحدته الغالية وتأتي احتفالاتنا بالعيد الوطني الـ24 للوحدة في ظل سعي الجميع لتنفيذ مخرجات الحوار وتثبيت وحدتنا اليمنية الخالدة خلود الحياة