باب المندب.. أهم المواقع الاستراتيجية في الوطن العربي

إعداد/محمد محمد العرشي



المقدمة:
أخي القارئ الكريم.. يسرني أن أقدم لك في هذا العدد (من صحيفة الثورة الغراء) مديرية ذباب والتي تقع على مسافة قريبة من باب المندب وهذه المديرية كانت إحدى مديريات محافظة تعز وليعذرني القارئ لشحة المصادر التي أمتلكها عن مديرية ذباب ولأنني ألزمت نفسي أن أقدم إليك أسبوعيا مقال عن مديرية من مديريات يمننا الموحد فإنني أرجو من أعزائي القراء الكرام إذا كان لديهم أي معلومات متكاملة عن مديرية ذباب فليمدوني بها مشكورين ولا يخفى على القارئ الكريم أن الكتابة عن جغرافية المكان في يمننا الموحد من أصعب الكتابات لأن المصادر والمراجع عن جغرافية المكان في اليمن شحيحة جدا ولا توجد على حد علمي إلا كتاب (صفة جزيرة العرب) لأبي الحسن بن أحمد الهمداني وكتاب المرحوم القاضي/ محمد أحمد الحجري (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) وكتاب (اليمن الكبرى) للمرحوم العلامة حسين الويسي ومحاولات للباحث الكبير الأستاذ/إبراهيم بن محمد المقحفي اعتمد فيها على ما كتبه القاضي محمد الحجري.. كما اعتمدت أنا على المسح السياحي وقد يقول القارئ العزيز وما الحل في تفادي ندرة المعلومات الجغرافية عن اليمن الموحد ولا يسعنا إلا أن نستفيد من تجارب الغرب وأن نقتدي بما عمله الفرنسيون حيث قاموا في بداية القرن التاسع عشر الميلادي بحملة مكونة من عدد من العلماء المتخصصين في كافة المجالات السكانية والجغرافية والحرفية والنباتية والاجتماعية والتاريخية والعادات والتقاليد وقد استغرق العمل فيها ثلاثة وعشرين عاما من عام 1809م وحتى 1823م وإنني أهيب بالمانحين ورئيس الجمهورية وحكومة الوفاق برئاسة الأستاذ/محمد سالم باسندوة – أطال الله عمره – أن يستفيدوا من تجربة الفرنسيين ولاسيما وأننا في أوائل القرن الحادي والعشرين سوف نستطيع أن نختصر الزمن والإمكانات ونعيد استكشاف اليمن الموحد ليكون لنا هدف محدد نسعى لتحقيقه… بحيث نستفيد ونستثمر جميع الكنوز الحضارية المختلفة.
مديرية ذباب
ذباب – بضم الذال – تقع على ساحل البحر الأحمر في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة تعز على بعد حوالي(97)كم وعلى بعد 40كم جنوب المخا كان يطلق عليها في السابق (ذو باب) وهي ذات موقع إستراتيجي هام نظرا لقربها من جزيرة ميوúن وباب المندب تستخدم كميناء ومرسى لقوارب صيد الأسماك وكقلعة حربية حيث توجد على جبل بالشرق منها قلعة كانت مزودة بالمدافع الحديثة (وذباب) موقع استراتيجي هام في ساحل البحر الأحمر وعلى مقربة من باب المندب تتوسط بينهما قبيلة الحكúم. وإلى فترة قريبة كانت تعتبر منفذ بحري لاستيراد المواشي من القرن الأفريقي يعتمد سكان المديرية على الصيد كحرفة رئيسية لكثرة توافر الأسماك البحرية الكبيرة بسبب وجود التيارات البحرية تحت السطح كعامل مساعد على ذلك ولقرب المنطقة من مضيق باب المندب مما أكسبها ذلك تميزها عن المناطق الأخرى وفيها قلعة حربية في الناحية الشرقية من الجبل ويتوسط بين ذباب وباب المندب قبيلة الحكم أما بالنسبة للمندب حسبما جاء في المساند الحميرية هو عبارة عن مضيق يسيطر على ممر البواخر ومن جبال المندب ” جبل الشيخ سعيد ” الذي يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي(300) مترا تقريبا ويوجد في شرقه جبل المنهلي وهو أعلى منه وهناك سلاسل جبلية بركانية أخرى ويمكن الوصول إلى ذباب عن طريق مفرق مدينة المخا وهو خط ترابي غير ممهد والجزء الجنوبي من شاطئ ذباب يطل على جزيرة ميوúن بالإضافة إلى أن معظم شواطئ مديرية ذباب قد حباها الله بموقع جميل ونظيف بعيد عن التلوث على الشريط الساحلي للبحر الأحمر .
باب المندب
المندب لغة هو: المعúبر أو المجاز من ندب فلان المكان يندبه ندúبا إذا هو قطعه أو اجتازه وخاصة ندúبه عرضا أو من أقصر طريق مثل اجتياز السائر للوادي بالعرض.
وتأتي كلمة (المندب) اسما لعدة أماكن في اليمن وجميعها ينطبق عليها الوصف المذكور أعلاه ومضيق باب المندب هو المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وكان يسمى (ذا المندب) كما كان يسمى (باب الدموع) وسبب تسمية المضيق بباب المندب يرجع إلى تلك الخطورة التي كانت تتعرض لها السفن خلال مرورها بسبب وجود مجموعة من الصخور البارزة التي تعترض طريق الملاحة وتذكر بعض المراجع أنه أطلق عليه أيضا اسم (مدخل الوفاء أو الولاء) وهو المضيق الواقع بين البحر العربي وأفريقيا. وسمي مدخل بحر القلزم أو بحر اليمن (البحر الأحمر) بباب المندب لأن هذا المدخل هو الباب الذي يندب فيه حراس أهل اليمن عندما تداهمهم أساطيل الغزاة البحرية ينتبهون إلى الخطر الداهم للاستعداد للدفاع ولتلافي الأخطار وجاء في (القاموس المحيط) أن باب المندب هو مرسى ببحر اليمن (البحر الأحمر).
وقد جاءت تسمية مدينة (المندب) في نقو

قد يعجبك ايضا