سقطرى… الجزيرة الأعجوبة … تستغيث!

أحمد الأغبري


أحمد الأغبري –

كثيرا ما يرتبط الحديث عن جزيرة سقطرى اليمنية بالإشارة إلى تنوعها الحيوي والبيئي الفريد وطبيعتها الغنية بمظاهر وعناصر جعلتها من أهم و أجمل المحميات في العالم وهو الاهتمام الذي توج مؤخرا بضمها في أغسطس/ آب من العام 2008 إلى قائمة أهم مواقع التراث الطبيعي في العالم .
على حساب هذا الاهتمام العالمي واليمني المتزايد بهذا الجانب بقي إنسان هذه الجزيرة وثقافته في الظل حتى بات اغلب من زاروا الجزيرة وقرؤوا عنها لا تتجاوز معرفتهم بثقافة إنسان هذه الجزيرة سوى أن له لغة خاصة بينما بقيت عادات وتقاليد وأزياء وشعر وغناء و رقص غير ذلك من المكونات التراث الثقافي لحياة إنسان هذه الجزيرة بعيدة عن دائرة الاهتمام والدراسة باستثناء ثلاث دراسات لم تتناول سوى جزء يسير من هذه الثقافة وبأسلوب مقتضببل إن بعضها نتيجة افتقار المكتبة اليمنية إلى مراجع دقيقة في ثقافة وتراث مجتمع هذه الجزيرة قد أساءت إلى مجتمع الجزيرة حسب احد أبناء هذه الجزيرة وهو ما بلغ مداه في تشكيك أحد الكتاب بالأصول العربية لأبناء الجزيرة .
إلى ذلك عثرت بعثة روسية للتنقيب عن الآثار في هذه الجزيرة في العام 2008م على بقايا أثرية هي الأولى من نوعها تعود إلى إنسان العصر الحجري في أرخبيل سقطرى. وقال رئيس البعثة الأثرية الروسية وكبير المستشرقين الروس فيتالي ناؤميكن : “إن الآثار المكتشفة في أرخبيل سقطرى ترجع إلى ما يقارب المليون سنة”. وأضاف فيتالي الذي يعمل على إعداد كتاب عن تاريخ سقطرى إن هذه الاكتشافات تدل على أن بداية وجود الإنسان البدائي في سقطرى يعود إلى نحو 600 الف عام.
وكانت بعثة أثرية بلجيكية- يمنية مشتركة قد أعلنت في وقت سابق عن العثور على كهف جبلي يمتد بطول ثلاثة كيلومترات ويضم مجموعة من المباني والمعابد القديمة إلى جانب أوان فخارية ومباخر وغير ذلك من الأدوات المرتبطة بأداء الطقوس والشعائر داخل هذه المعابد والتي يعود تاريخها -حسب التحليلات الأولية- إلى القرن الثالث الميلادي.
كما أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية عن اكتشاف خمس مستوطنات بشرية و6 مقابر قديمة تعود إلى حقب تاريخية ضاربة في القدم.
وهو ما يضاعف من أهمية هذه الجزيرة التي تعد أكبر الجزر اليمنية وتصنف ضمن قائمة أجمل وأهم الجزر في العالم لطبيعتها الساحرة وتنوعها الحيوي والبيئي الفريد ارتقى بها إلى مصاف أجمل الجزر في العالم بوصفها موئلا لعدد كبير من أنواع الطيور بعضها لم تعد توجد سوى في هذه الجزيرة بالإضافة إلى التنوع والثراء العشبي والحيوي الذي يمتد إلى شواطئها وسواحلها المائية ومغاراتها وكهوفها وجبالها .
كما تقول بعض المصادر أن ثلث الحياة النباتية في هذه الجزيرة لا يوجد في أي مكان آخر في العلم ..وانطلاقا من كل ذلك هي اليوم محمية طبيعية بل إنها متحفا للتاريخ الطبيعي بما تحتويه من تنوع بيولوجي نادر .
سقطرى وتكتب أيضا (سقطرة) هي أرخبيل مكون من أربع جزر يقع على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي 350كم جنوب شبه الجزيرة العربية شرق خليج عدن وتبعد ( 380 كم ) من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني (300 ميلا) كما تبـعـد عـن محافـظـة عدن بحـوالـي (553 ميلا).
يتجاوز عدد سكان جزيرة سقطرى (65 ) ألف نسمة يتوزعون على عدة مناطق ومدن أهمها مدينة حديبو عاصمة الجزيرة ..ووفقا لعديد من المصادر فمعظم السكان ينتمون لقبائل عربية وخصوصا قبائل المهرة المعروفة.
تولي الحكومة اليمنية هذه الجزيرة وبخاصة منذ إعادة تحقيق الوحدة اهتماما كبيرا بتنميتها بما يخدم مقوماتها السياحية بينما بقيت مقوماتها ثقافة وتراث إنسانها خارج دائرة الاهتمام الإعلامي والبحثي والتوثيق والتنقيب في ثقافة وتراث وتاريخ إنسان هذه الجزيرة … كما تغيب سقطرى في تفاصيل المشهد الثقافي اليمني عندما يقدم نفسه شعرا و سردا وفنا وتراثا .. على الرغم من أن خصوصية ما تملكه من تراث أدبي و فني لا تقل أهمية عن خصوصية ما تتمتع به طبيعتها وبيئتها الساحرة خصوصا مع حديث ابناء هذه الجزيرة عن اندثار كثير من هذا التراث .
الباحث والكاتب السقطري فهد كفاين أهدى لكاتب هذه السطور كتابا أصدره بعنوان ” مختارات من الأدب السقطري” … وبصراحة فقد أيقنت كثيرا عقب قراءة هذا الكتاب إن الإنسان هو الوجود الحقيقي للمكان واكتشاف المكان بعيدا عن هذا الإنسان لا يمنح سوى جزء يسير من الحقيقة ….
يقول الأديب والصحفي فهد كفاين : نريد أن يعرف الجميع في اليمن أن تراث وثقافة ابناء جزيرة سقطرى اليمنية بات مهددا بالتآكل والاندثار ..فالعادات السقطرية بدأت تختفي وتنحصر في الأرياف والمناطق الداخلية واللغة اختفت الكثير من مفرداتها بل أن كثير من ابناء الجزيرة لم يعد يجيد الح

قد يعجبك ايضا