السياسة التهمت النقاد والمبدعين ويجب انقاذ الحياة النقدية

لقاء/ محمد صالح الجرادي


لقاء/ محمد صالح الجرادي –

يقول الناقد الدكتور عبد الحميد الحسامي ..إن عمله الأكاديمي خارج الوطن مكنه من انجاز العديد من الدراسات النقدية التي تشير الى اليمن والى مشهده الأدبي والإبداعي .. ويضيف: “لقد تمكنت من تحويل الهجرة إلى مكون إيجابي في حياتي العلمية والشخصية فعرفت بالأدب اليمني والمشهد الإبداعي في عدد من المؤتمرات والندوات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها”
وينفي الناقد الحسامي في هذا اللقاء مع (ثقافي الثورة) أن تكون وجهة نظره تجاه اعتمالات النقد الأدبي وكذلك النقاد في اليمن تحاملية أو تجنيا منه..

*بداية .. ما الذي دفع الدكتور الحسامي الى مغادرة التدريس في الجامعات اليمنية بالرغم من حاجتها الأكاديمية وخصوصا في المجال الأدبي والنقدي ¿
-الهجرة مرة وبعد المرء عن موطنه المألوف قاس على النفس لكن هناك عددا من المسوغات التي قد تكون مقبولة – على الأقل لدي شخصيا- دفعتني للتفكير بالعمل خارج اليمن يأتي في مقدمتها دافع تحسين الوضع المادي فليس من المنطقي ولا من الواقعي أن يجد المرء فرصة عمل تمكنه من تحسين وضعه ولا يستغلها. طالما أن اللوائح تسمح له والوضع الحياتي تستدعي ضروراته البحث عن فرصة عمل أفضل.
كما أن فرصة العمل في مؤسسة علمية أخرى من شانها أن تخصب تجربة الأستاذ الجامعي بخبرات جديدة تطور أداءه وترتقي بمستواه المعرفي.
ولا أخفيك أن بعض التصرفات الإدارية في مؤسساتنا تعد عاملا مهما من عوامل الهجرة أو الفرار فحين لا تجد بيئة تحتضن مشاريعك العلمية وطموحاتك المعرفية وربما أحيانا تعمل على عرقلتك فماذا تنتظر¿! هل تنتظر أن تحترق أحلامك وأنت تنثر دموع البكاء عليها¿ إذا كانت الجامعة التي تعمل فيها وتبذل حياتك في سبيل نجاحها تعرقل منحك تذكرة سفر لقضاء إجازة تفرغك العلمي وإنجاز بحث يرتقي بمستواك العلمي فماذا تنتظر..
*لكن الهجرة تبدو شكلا من أشكال الهروب من المقاومة او محاولة فعل التغيير¿
-هذا صحيح فقد تبدو الهجرة نوعا من التعامل الانهزامي الذي نفر إليه أو نلوذ به لكنه ليس بالضرورة فعلا سلبيا فلقد قدمت شخصيا للأدب اليمني عددا من الدراسات النقدية التي ربما لم يتمكن من تقديمها من يعملون في المؤسسات داخل الوطن لقد تمكنت من تحويل الهجرة إلى مكون إيجابي في حياتي العلمية والشخصية فعرفت بالأدب اليمني والمشهد الإبداعي في عدد من المؤتمرات والندوات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها واكتسبت خبرات جديدة تمكنني من أداء أفضل حين عودتي قريبا إن شاء الله تعالى.
عن أي نقد نتحدث
*بالنظر الى دور المؤسسات الأكاديمية في الاشتغال على جبهة النقد الأدبي وكذلك طبيعة أدائها ومخرجاتها في الواقع ..كيف تنظرون الى هذا الدور ¿
-المؤسسات الأكاديمية بلا مشروع ومن أضاع نقطة الضوء سيظل يتخبط في الظلام ما ينجز من أعمال نقدية يعد جهدا فرديا وقليل منه يلامس القضايا النقدية الحية وكثير منه يشتغل خارج الزمان خارج المكان إن أرادت المؤسسات الجامعية أن تنهض بجهد علمي حقيقي فلن يتأتى لها ذلك ما لم تمتلك رؤية لـــ: ماذا تريد¿ ولماذا تريد ما تريد¿ وكيف تحقق ما تريد..
ذات مرة أشرفت على بحوث تخرج لطلاب المستوى الرابع وحصل بحثان على القبول من ملتقى الشباب العربي بعمان ولم يحصل الطالبان على تذاكر سفر.
بحوث الأساتذة ورسائل الماجستير والدكتوراه معظمها لم يطبع على الرغم من امتلاك عدد من الجامعات اليمنية لمطابع خاصة اشتريت بمئات الملايين. فعن أي نقد نتحدث¿
*هناك من يرى أن رصيدها يتحدد في القدر الهائل من دراسات الماجستير والدكتوارة في المجال النقدي¿
-رسائل الماجستير والدكتوراه لن تجد فيها ما يشكل إضافة للمشهد النقدي إلا نادرا الكثير منها نمطي جامعة صنعاء مثلا تأسست قبل أربعين عاما ونيف فكم عدد الدراسات النقدية الجديرة بالتقدير التي قدمتها خلال ما يقرب من نصف قرن¿
أرجو أن يجيبني (البعض) إجابة علمية شافية.. حينها سندرك حجم الكارثة.
*في حديث سابق انتقدت اداء النقاد اليمنيين ووصفتهم بالثرثارين والمشغولين بالساسة .. البعض اعتبرها وجهة نظر تحاملية ¿
-لم أتجن على زملائي النقاد والأكاديميين فأنا أكن لهم كل الاحترام والتقدير لكني قلت إنهم مشغولون بالمناكفات السياسية على حساب النقد والمشاريع النقدية قلت ذلك وأنا أعي ما أقول وأنا حين أقول ذلك أحاول أن أستفز فيهم روح المثابرة والعمل الجاد إذا كان بعضهم قد أحيل على التقاعد ولم ينجز بحوث الترقية إلى أستاذ مشارك فماذا نقول عنه¿ كم عدد النقاد المنشغلين المهمومين بالنقد على امتداد اليمن من المهرة إلى صعدة¿ كم عدد المؤلفات النقدية التي قدمها المتخصصون في النقد

قد يعجبك ايضا