الماضي والوحدة.. مجرد تذكير وجرد حساب

عبد الرحمن طاهر

 -  مشكلة النخب أنها تفرط بأمال وأحلام الناس عندما تكون قاب قوسين أو أدنى من التحقق والأمثلة كثيرة فالحركة الوطنية قادتها النخبة والمثقفين على مدى عقود وصولا

مشكلة النخب أنها تفرط بأمال وأحلام الناس عندما تكون قاب قوسين أو أدنى من التحقق والأمثلة كثيرة فالحركة الوطنية قادتها النخبة والمثقفين على مدى عقود وصولا لإنجاز ثورة سبتمبر وأكتوبر وعندما نضجت الثمرة وانفتحت مسارات التحول تراجعت النخب في حالة من النكوص والإجهاض لأحلام الناس تاركة الميدان للقوى التقليدية المناهضة للتغيير وبعد تحقق الوحدة عام 90م برزت من جديد هذه القوى تستحضر ثارات التشطير لوأد أحلام اليمنيين في التغيير ليخلو الميدان بعد ذلك لأصحاب المشاريع الصغيرة!
فهل تكرر النخبة والقوى المدنية اليوم فعلتها وتترك أحلام اليمنيين ــ بعد فبراير11م ـ في مهب الضياع وعرضة لأصحاب المشاريع الصغيرة..¿! (على رأس النخبة اليوم د. ياسين الذي تصدى خلال الأعوام الماضية لمحاولات التشويه المتعمد لوعي الناس وتعريته وكشفه لكل الأساليب الخبيثة للتلاعب بالعقول ومن خلال تشخيصه الدقيق للواقع وبوعي الخبير وكاريزمية القائد المعلم وتمثيله للمشروع الوطني الذي يتفق ويتوق إليه الناس..)
• تزايدت فرص بناء المشروع الوطني الكبير بإقامة دولة مدنية عادلة وحامية لجميع اليمنيين وهو المشروع الأساس الذي تاه عنه اليمنيون طويلا وتشتتت عقول نخبهم بحثا عنه ـ على مدى عقودـ فهل آن الأوان لاستدراك ما فات¿¿..
اليمنيون ليسوا مستعدين للعودة للماضي بمآسيه ليدفعوا ــمرة أخرى بل لمرات عدةــ فواتير الصراعات والحروب سواء كان ماضي التشطير قبل الوحدة أو ماضي ما بعدها وحتى ماضي ما قبل 11 فبراير11م فالماضي بات الآن وراءنا جميعا والجميع صانعوه وحاملو إثمه واسمه وقد صار تاريخا للاتعاظ وأخذ الدروس والعبر فقط فالدول والشعوب الحية لا تلتفت – ويجب ألا تلتفت- إلى الخلف إلا للمراجعة والتقييم ولا تجفل على شيء يذكرها بجراحات وآلام الماضي..! ماضينا القريب والمعاصر هو جزء من مشكلة الحاضر إذ ما يزال يسحب نفسه ابتداء بماضي التشطير -لا أعاده الله- ومرورا بزمن الوحدة وانتهاء بما بعد حرب 1994م المشئومة التي نقلت الانفصال من الحدود الجغرافية إلى النفوس والعقول وكرست التشطير في الواقع أكثر من الوهم وجرت ثقافة الانتصار الويلات على الوطن ككل وليس على الجنوب وحسب أما ماضي ما قبل 11 فبراير 11م فبات هو الآخر خلفنا ومحاولة إعادته والتذكير به وبشخوصه أو ترميمه مجرد حمق وغباء وذلك كمن يرقع البالي بأبلى ولا جدوى منها البتة..
• مشكلة (النظام السابق) –اصطلاحا- أنه لم يحافظ على الوحدة -كما أرادها الناس- ولم يعطها قدرها من التضحية والإيثار كقيمة وطنية تستحق أن يفخر بها الجميع فلو وجدت مثل هذه الروح الوطنية لدى صانع القرار وقد انفرد به غداة الوحدة لكانت تغيرت أمور جوهرية كثيرة ولما حدث ما حدث..!
غياب الشراكة الوطنية والمشاركة في صناعة القرار والإقصاء -وهذه مشكلة مستدامة- والاستحواذ والاستبداد أدى للخروج عن مسار وهدف الوحدة وحولها من وسيلة إلى غاية ما أدى لمزيد من التوتر والهروب للأمام ومن ثم إلى حرب الانفصال وذلك كان يمكن تفاديه بأيسر الطرق السياسية..
* الحروب الأهلية لا منتصر فيها غالبا والجميع خاسر ومهزوم وتتسبب بجراحات عميقة يصعب اندمالها ولا تولد إلا الأحقاد ونتائجها مأساوية بالضرورة..
أديرت اليمن بعد الوحدة بعقلية الراعي وثقافة القطيع وكما قيل عاد الفرع إلى الأصل وبدلا من ترميم علاقات التشطير وإزالة المتاريس من العقول والقلوب بعد إزالتها من الحدود عقب الوحدة راح النظام يكرس الانفصال في النفوس ويتباهى بشعار (الوحدة أو الموت) بعد أن تحققت بالسلم وباركها اليمنيون جميعا وبكوا يوم تحققها من الفرح حيث –للأسف- حضرت معادلة القوة العسكرية وذهبت تستعرض عضلات الحرب بعقلية داحس والغبراء باحثة ربما عن ثارات حروب زمن التشطير ومن ثم الانفراد بالحكم.. وهكذا عادت ردة الفعل الآن على ما حدث في صيف 94م -قاسية على قلوبنا كيمنيين- أعنف من الفعل نفسه.. استحضر هذا الآن في ظل دعاوى فك الارتباط المحمومة وهو الجنون بعينه وحتى الجنان يشتي عقل كما يقال وهذه باعتقادي خيانة لرموز الوحدة وهم الأكثر من أخلصوا لها وضحوا في سبيلها ومنهم سبيل المثال: (فتاح- الجاوي- جار الله عمرو غيرهم).. أغضبوا إبليس يا أهلنا في الجنوب أنتم إخوة الدم والكفاح والمصير المشترك ودعوتكم لفك الارتباط تفطر وتشطر القلب وستشرد أسر يمنية لم تهنأ بعد بتواصلها..
تأملوا على سبيل الذكر دعوات فك الارتباط كم تحتاج إلى رثاء وهي تتوغل في الماضي وما قبل التشطير وتستحضر جلبته وما احتواه من مآس..
ــ هذه دعوات

قد يعجبك ايضا