مزاج الذاكرة

محمد المساح


 - للذاكرة أحيانا.. مزاج للعبث بصاحبها أو إن العمر دورا وهو أمر طبيعي في ضعف الذاكرة.. إنما المحير وكشاهد لذلك أن تلتقي صديقا في الأمس.. وتناديه بالاسم الصحيح.. وفوق ذلك ترافقتما عمرا طويلا.. وفي اليوم التالي تقابله والأمر عادي فت

للذاكرة أحيانا.. مزاج للعبث بصاحبها أو إن العمر دورا وهو أمر طبيعي في ضعف الذاكرة.. إنما المحير وكشاهد لذلك أن تلتقي صديقا في الأمس.. وتناديه بالاسم الصحيح.. وفوق ذلك ترافقتما عمرا طويلا.. وفي اليوم التالي تقابله والأمر عادي فتناديه باسم آخر.. وتكون واثقا.. ومتأكدا بأن ذلك الاسم صحيح ويكون الأمر وأنتما تتحدثان تسيران معا من جانبه هو لا تدري لماذا.. لا يصحح لك الاسم.. وقد يعود إلى أنه لا يرغب في إحراجك وإزعاجك أو أن الأمر قد صار سيان لا فرق بين اسمه الحقيقي والاسم الذي اختلقته له.. وشعوريا أو لا شعوريا أنه في حالتك وذاكرته تعاني نفس الأعراض أو أنه في حالة تدوير مع نفسه مشغولا ومهموما في شؤون حالته الخاصة.. الأمر الذي جعله لا يلتفت أو ينتبه للأمر.. كثيرة هي التأويلات والتفسيرات والافتراضات الأمر المؤكد وذاك الذي أوصلك إلى عبث الذاكرة بصاحبها وكأن المسألة بالطبع “زنقلة: مزاح خفيف.. أو ليس للذاكرة أيضا بعض ألعابها وأمزجتها الخاصة كأصحابها تماما.. حين يتقلبون بأمزجتهم وأهوائهم وقدرتهم التفننية في التسويغ والتبرير..
هكذا يصبح الأمر إذا لأنك وأنت متفرد ومنعزل مع نفسك في زاويتك في مكانك حين تستعيد ذاكرتك فجأة اسم صاحبك الحقيقي.. حينها فقط قد تضحك وتبادلك ليس ذاتك ولكنها ذاكرتك بالضحك أيضا.. ويكون لصوت ضحكتها رنين وأصداء تضحك لها الجدران وبعدها يلعب بك.. الحيرة هل الذاكرة تمزح فعلا.. أو أنه العمر لا شك أو الأمر كله سيان¿!

قد يعجبك ايضا