رسالة مفتوحة إلى العالم
عمر كويران
لم يكن 21 فبراير 2014م مجرد يوم في رجل شهر لقياس سنة بل رسالة مفتوحة إلى العالم تعلمهم أن اليمن تسير وفق خط مباشر إلى حيث يريد الشعب الوصول إلى مسكن حياته الآمنة.. ولا يوجد ما تخفيه اليمن من خلفيات في مجمل ربيعها العربي منذ أن ساقت المرحلة متجهها نحو التغيير لتبين للأمم بعموم محط وجودها على الخارطة صحة معطياتها في شكل رؤية معتمدة صاغها شباب الساحات حين بدأ مساره في 11 فبراير 2011م ولعل هذا الرقم فتح كل الأبواب أمام خيارات الشعب لتحديد مربطه من الربيع فكان اليمنيون بحكمة تعاملهم أسقوا رباعية معطفهم بما يكفل لهم النجاح للعبور بأمان.. فكانت المبادرة الخليجية ترسم توجها لفعل مواز يرتضي به الجميع بعداد موقعهم في الإطار السياسي.. حتى وإن حدث ما يعيق المسيرة إلا أن الأحداث غير تلك التي حدثت في ربيع دول أخرى في الخارطة العربية.
11 فبراير 2014م محل اهتمام لكل من استوعب رحلة الربيع اليمني بصياغة شبابية مخلصة للوطن.. بمقدار ما هو في مصفوفة الأحزاب السياسية بمختلف ألوانها وبمنطقية العقل المسكون بفكر خاصية الجهات المعنية لخطوات المسار.. ويعترف اليمنيون أن هناك أخطاء واكبت الاتجاه.. إلا أن وضعها كجانب مهم غير متوافق وصلة الربيع اليمني بها كونها تعد من الممارسات الطبيعية في ظل حراك الشعب لطلب مبتغاه.. وليس هناك أشكال تثير الخوف أو الهلع في صوف هذه الحركة.. بصرف النظر عمن يدعمها بسقيا أفعاله حيث أنجز الحوار الوطن مهامه ورسمت الدولة أقلمة البلاد وحددت معايير الطريقة الموصلة إلى النهاية.. وكشف للعالم حاجية مطالبها للبدء بتنفيذ الأولويات .. ووضعت تحت السقف خطوط عريضة للتعريف بما وجب إتباعه من خطوات في عمق الهدف المطلوب التقيد به لإنجازه.. حزمة كبيرة من مطالب اليمن بحاجة إلى توفيرها من لهم فسحة الاهتمام بهذا البلد في صلب المصالح المشتركة التي على أولئك اعتماد وقوفهم مع اليمن لتحقيق هذه المصالح.. وربما الأقوياء في الميدان من دول القدرة ترغب فعلا مقعد الأمان والاطمئنان في هذا البلد لإسعاد مصالحها ومأمن وجودها على مدار الزمن باستدامة علاقة متينة تتوفر من خلالها ما تتمناه في المستقبل وكما يقول المثل “يا بخت من نفع واستنفع” فالدنيا منافع بين سكانها.. وإن وجد في النفس البشرية ما يناقض هذا المعقل في نظر من له خلفيات أخرى بباطن النفوس.. فاليمنيون في رحم موضعهم أفراد وجماعات لا يحملون حقدا أو حسدا أو عداء لأحد فنفوسهم طيبة بلين مفاهيمها لتفسير المقصد لسيرة التعامل مع الآخرين بشتى معارفهم وعقائدهم ومقاعد مكانتهم في الحياة.
عامان نسجل في الرسالة معنويات اليمنيين بروحانية عالية لمنظور تفاؤلهم للزمن القادم من دون شكوك أو تشكيك أو عناد يدفعهم للتخوف من خط المسار.. أبدا رسالتهم واضحة وضوح الشمس وهذا ما جعل اليمن عبر الوقت الذي فات نورا ساطعا أضاء كل خطوة سارت على نهج تميزت معالمه بالإيضاح من دون قيد أو شرط… فهنيئا لليمن كل رقم مؤرخ باعز الذكريات.