كل التجارب الفنية هي نتاج ( الحلم)
حوار: المقالح عبدالكريم

الكتابات المحلية في الفن لازالت ذات طابع انطباعي بحت تغيب عنها المنهجية..!
النص البصري منتج شديد الصلة بكل مجالات الحياة.
من أين تبدأ معها ..
لا بل كيف ستبدأها ¿!
أنت أمام شخصية إبداعية من نوع آخر.. لها استثنائية خاصة وتميز فريد..
مبدعة تمارس الفن التشكيلي..
وماذا..¿!
تحاضر في الفلسفة التي تخصصت في ميدانها..
وقارئة للتجارب الإبداعية على اختلاف مدارسها..
من أين.. وكيف..¿¿!
لا يهم.. فهي مستعدة دوما للمواجهة.. خبرتها مع الصحافة طويلة وعميقة.. لدرجة أن أي سؤال مهما كان ستجيب عنه بسهولة ويسر..لكن هذه محاولة أولى.
الجانب الإيجابي
تقول مي زيادة : ” النقد وحي لأنه يدرك الوحي ويحتضنه وحرية لأن لا تمييز في العبودية ” ويرتكز النقد عموما على التحليل والتفسير والمقارنة ..إلخ
وهو كمهنة ( فضولي الطابع ) لحد ما . . وذلك للغوص في أعماق التجربة وتعرية الفنان ذاتا وإبداعا . إذن الممارسة هذه ماذا أكسبتكö كتشكيلية ¿
البحث عن المعرفة بمعناها الواسع ارتياد الممارسة النقدية تفترض ثقافة غنية .. لأن النص البصري – مادة الناقد التشكيلي – منتج شديد الصلة بكل مجالات الحياة .. يتأثر بالعوامل السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية حتى إن اعتبرناه تعبيرا عن تجربة ذاتية مرجعها ذاتية الفنان إلا أن هذا الأخير في النهاية كائن اجتماعي لا يتفلت كلية من مؤثرات المكان والزمان . ولذا كلما كانت لدى الناقد رغبة في إنجاز دراسات خلاقة وعميقة كلما أقتضى ذلك مزيدا من البحث والمعرفة .. لذا ربما إن هذا هو الجانب الإيجابي من الاشتغال النقدي فهو يضطرني دوما لمتابعة الدراسة في كل ما يمكن أن يخدم نصي النقدي .. وفي الوقت يفيد التشكيل من الانفتاح على آفاق معرفية واسعة وبخاصة في منطقة الفنون والجماليات.
يقظة الحلم
الحلم غدا معترفا به رسميا .. كواحد من روافد هامة للخلق الفني في فضاء الإبداع.. هل يتدخل الحلم في تكوين الخيال ومن ثم التخطيط الأولي للعمل ¿
تظل هناك علاقة ما بين الحلم وبين الخيال في فهمي الخاص.. فالحلم الإيجابي الذي أكترث به هو الذي أستطيع ولو بقدر استحضاره وتوظيفه في الشكل .. بواسطة الخيال .. وبالفعل يحدث أن أتذكر .. لا أدري بوعي – أم عن غير وعي – صورا مفككة لكن الخيال يحيلها إلى شكل خلاق . وهكذا فإن المتخيل يصير أكثر جدوى .. إذ أنني أمتلك إمكانية الولوج في التجربة المتخيلة وبالتالي الارتكان إلى الخيال .. وهذا الأخير أيضا كيان محض معقد لا أشك أبدا بأن ما تسقطه الذاكرة من أحلام غريبة أو عابرة .. يستقر داخله.
هل ثمة تجارب معينة..¿!
– ربما كانت التجربة الوحيدة التي اعتبرتها نتاج حلم فعلي تتمثل في قصة قصيرة كتبتها في الفترة التي مارست فيها الكتابة القصصية قبل أن أنشغل عن هذه الممارسة كلية – بالتشكيل هذا العمل أذكر أنه كان بعنوان ( يقظة الحلم ) ويبدو لي اليوم بأنني حتى في ذلك الوقت كنت مؤمنة بأن الحلم المحمل بإيحاء خلاق هو أقرب إلى حالة اليقظة منه إلى المنام .
وأخيرا أعتقد إن كل التجارب الفنية هي نتاج ( الحلم) بالمعنى الإبداعي .
مفاهيم مجانية ..!
النقد بجميع أشكاله .. المتخصص الانطباعي التوصيفي سواء المكتوب أو المنشور أو حتى المدون في سجلات زيارات المعارض من الآراء ..
ما علاقتك بهذا كله ..كما وكيفا ¿ ورد فعلك تجاهه وكذا تقييمك.. ¿!
وهل كان لهذه الكتابات آثار مسبقة أو لاحقة على الإنتاج الفني سلبا أو إيجابا..¿!
– الكتابات المحلية في الفن لازالت ذات طابع انطباعي بحت تغيب عنها المنهجية .. وهي معظمها أقرب للكتابة الصحفية وربما نلاحظ مساهمة بعض الكتاب المهتمين بالفنون فحسب في نشر مقالات عن تجارب تشكيلية أو تقديم عروض للنشاطات .. إلا أن هذه الأنواع مهما تزايدت من حيث الكم لا تمثل النقد .. ولا تغير من الوعي المتواضع بالفنون البصرية إلا بقدر ضئيل جدا .. كما أن لها جانبا سلبيا متعلقا بتكريس الأساليب الركيكة والتقليدية التي يقدمها الكتاب ويروجون لها على أنها تعبر عن فنون جادة ومعاصرة نتيجة مفاهيمهم الخاطئة والناقصة .. بالإضافة إلى اعتماد البعض منهم هذا الشكل من الكتابة وسيلة للارتزاق ولقد ساهم هؤلاء في تسويق مفاهيم مجانية أو مغلوطة تسيء للفن .. على أن هذه الظاهرة لا تشمل قلة من المحاولات والأقلام الجادة التي تحاول أن تفتح ولو مساحة محددة للنقد .. إلا أن ما يؤخذ على هذه المساهمات هو عدم استمراريتها .. لذا فهي لا تترك أثرا إيجابيا ملحوظا .