السلام على مصر.!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - 


بدعمهم العسكري والسياسي غير المحدود كسبت ثورة 26 سبتمبر معركتها قبل أكثر من نصف قرن من الزمن.. ومن نوافذ الإطلالة على ثقافتهم الممتدة إلى سبعة آلاف سنة حضارة حاولنا كسر احد

بدعمهم العسكري والسياسي غير المحدود كسبت ثورة 26 سبتمبر معركتها قبل أكثر من نصف قرن من الزمن.. ومن نوافذ الإطلالة على ثقافتهم الممتدة إلى سبعة آلاف سنة حضارة حاولنا كسر احد أضلاع المثلث اليمني سيئ الصيت المتمثل في ضلع ” الجهل” نجحنا قليلا وفشلنا كثيرا بفعل ثنائية الفساد وانفجار السكان.
*كان المعلم مصريا والفيلم مصريا.
والكتاب مصريا والمسرح مصريا وحتى أول إطلاله لنا على الطحين الخارجي والبسكويت مصريا … وبعدها كان المستشفى الذي نهاجر إليه مصريا وكذلك الجامعة والخبير.
*ولكل ذلك وغيره فإن أوجاعنا اليمنية وهي كثيرة وعميقة لا تحول بيننا وبين الانشغال بالشأن المصري حيث لا يمكن للعطسة هناك إلا أن تتحول إلى أعراض للأنفلونزا.. ليس في اليمن فحسب وإنما في العالم العربي.. وفي هذه العلاقة يصح القول بأنه إذا اشتكت مصر من ألم فأن الجسد العربي سيتداعى له بالحمى والسهر.
*عندما كان على رأس مصر زعيم في مكانه وكاريزما وعروبية جمال عبدالناصر كان العالم العربي في حقبة الأمل.. الأمل بالعزة.. والأمل بالكرامة والأمل في استحضار العبارة الشهيرة ” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
*في اليمن كيف لنا أن ننسى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وهو يجلجل بصوته العزيز من تعز” أن على الاستعمار البريطاني ان يحمل عصاه ويرحل من جنوب اليمن ما يعني أن العلاقة بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر مع مصر هي علاقات تتجدد مع كل قراءة للأفق المفتوح ما يفرض على العرب جميعا دولا قطرية أن تبقى روحا متقدة متفاعلة صادقة وشحنا في العقول والضمائر مهما اشتدت الأزمات وأحرقت المخاطر ومهما خيم الانكفاء.
هي مصر التي تفرض علينا متابعتها وهي تشعل ثورتين خلال أقل من ثلاثة أعوام وهي مصر التي ضربتها اتفاقية كامب ديفيد فإذا بحصاد السلام الوهمي يتحول إلى استسلام عربي شامل وتبعية مطلقة معها مؤتمرات القمة ومواقف الجامعة
العربية إلى نكتة تحرق أكثر مما تضحك.. وتضحك ولكن انتصارا للقول ” شر البلية ما يضحك”..!
*وبعيدا عن الخوض في تفاصيل التوتر الداخلي وأين أخطأ الأخوان ومحمد مرسي وأين أخطأ قائد الجيش عبدالفتاح السيسي.. فإن ما يجدد الآمال الواقعية عند الأجيال المصرية والعربية هو هذا البحث المصري عن السيرة المصرية الأولى التي شيدت حضارة الفراعنة ثم أنهار كل شيء برحيل جمال عبدالناصر وحلول عقود التطبيع والإستسلام الذي أفضى إلى تعزيز إحتلال القدس وفلسطين بإحتلال عاصمة الرشيد ونهب ما في العراق من حضارة ونفط وتاريخ إلى ما يحدث الآن من حركة باتجاه ضرب عاصمة الأمويين في سياق هذا المشهد الذي يتجاوز ليبيا واليمن والسودان والصومال إلى بلدان عربية أخرى حيث الحبل على الجرار.
*وحسنا فعلت مصر وهي تتجه بمصر شرقا بحثا عن الانعتاق من هذه القطبية الأميركية المتوحشة.. حسنا فعلت وهي تستحضر روح جمال عبدالناصر “كاريزما” ورغبة في ضرب المثل على إمكانية التخلص من هذه الاستحقاقات المجحفة في كل علاقات خاصة مع قطب أوحد طالما وظف مجلس الأمن والأمم المتحدة لمصلحة اسرائيل درجة وضع عشرات السيناريوهات لإضعاف وتمزيق البلدان العربية بالتجزئة والجملة.
*على أن ما يجب التركيز عليه أيضا هو سرعة الالتفات إلى البناء الداخلي في مصر ابتداء بالعمل الجاد على استعادة روح التعايش بين كل القوى السياسية واطلاق الحريات وانتهاء باستعادة مفردات العمل والإنجاز وتجاوز هذا التأخر التكنولوجي الذي لا يليق بمصر ولا بقطار حضارتها الضاربة في أعماق التاريخ..
السلام على مصر.

قد يعجبك ايضا