الثورة ..الأمل والحلم

مأرب الورد

 - عكس الخروج الجماهيري الكبير في مختلف المحافظات للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير المجيدة إصرار الشعب على حقه في إكمال مسيرة التغيير وانجاز
عكس الخروج الجماهيري الكبير في مختلف المحافظات للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير المجيدة إصرار الشعب على حقه في إكمال مسيرة التغيير وانجاز أهداف الثورة وطي صفحة النظام القديم بكل مساوئه وثقافته وأساليبه وكتابة فصل جديد من تاريخه الوطني.
لم يكن الوصول إلى هذا اليوم الوطني الذي يحتاج قرارا رسميا لإدراجه ضمن الأعياد الوطنية والإجازات الرسمية ممكنا إلا بفضل تضحيات الشهداء الأبرار الذين دفعوا أرواحهم فداء لحرية شعبهم وتقدم وطنهم ومثلهم الجرحى الذين لا يزال البعض منهم يعاني جراحه وينتظر رعاية رسمية وكذا المعتقلين الأبطال الذين طال بقاؤهم خلف القضبان وحان الوقت اليوم وليس غدا للإفراج عنهم دون تأخير أو تأجيل.
الثورة أعادت الأمل لليمنيين بإمكانية تغيير حياتهم إلى الأفضل وكسر حاجز الخوف في التعبير عن مطالبهم أيا كانت وهدمت جدار الظلم والقهر والاستبداد والاحتكار العائلي للسلطة والثروة ووضعت البلاد على سكة الديمقراطية كي تثبت أقدامها مع مرور الوقت وتجذير التجربة.
لم يعد في قاموس اليمني مفردة اليأس ولا الإحباط ولا التشاؤم وهو من صنع ثورة من رحم القهر والمعاناة وأسقط نظاما حول اليمنيين إلى طالبي موت هنا وهناك وتواقين لمغادرة وطنهم ولو إلى جحيم الغربة ونار العذاب في الخارج.
لدينا رصيد ثري اكتسبناه من الثورة في الأمل والعزيمة ولا يمكن أن نعود للوراء أو الترحم على الماضي البائس والكئيب مهما كان ومهما حاول دعاة العودة إلى ذلك الزمن المتخلف تكدير حياتنا بافتعال أزمة هنا وإرباك الحياة هناك لن نخاف ولن نستسلم لهذه الأساليب وسننتصر لليمن أرضا وإنسانا.
بعد أن اتفق اليمنيون على خارطة طريق للمرحلة القادمة من خلال مخرجات الحوار يتعين على الرئيس والحكومة وجميع القوى السياسية القيام بمسؤولياتهم في التعاون والتوافق وتنفيذ الالتزامات كل بما عليه دون وضع العقبات والمطبات في طريق التنفيذ.
اليمن أولا وأخيرا هذا هو الشعار الذي يجب أن نرفعه قولا ونطبقه عملا لا أن يتمترس البعض خلف الماضي ظنا منه أن بإمكانه استثمار اخطاء وعثرات المرحلة لإقناع الناس بالعودة إليه,وهذا ينطبق على من يحلمون بالوصول للسلطة عبر العنف والقوة المسلحة والانقلاب العسكري.
ثورة فبراير جاءت لتعيد الحق للشعب باعتباره مالكا للسلطة ومصدرها الوحيد ومن رأى في نفسه الكفاءة والقدرة والأهلية لخدمة بلاده وتولي السلطة فعليه أن يقدم أوراق اعتماده للشعب من خلال برنامج ورؤية واضحة ويتبع درجات القانون والكلمة الفصل أولا وأخيرا للشعب.
لا أحد أفضل من أحد وهذا مبدأ أقره ديننا الإسلامي الحنيف الذي جعل ميزان التفاضل بين البشر التقوى وليس النسب والسلالة والطائفة والانتماء المناطقي البغيض وكل ما سواها من دعاوى الجاهلية التي عفى عليها الزمن.
الثورة أهداف ومطالب وحركة تصحيح دائمة وشعلة متقدة لا تخبو,وهي روح تسري في جسد من يؤمن بها ومن شارك في صناعتها ولا يمكن أن تكون موسمية أو ردة فعل أو مزاجا في بعض الأحيان,وعليه فحين تجد أهدافها لم تتحقق أو تواجه تحديات فإن محبيها وأنصارها يخرجون للدفاع عنها حتى تنجز ما رفعته من أهداف.
الثورة ليست خروجا على نظام قائم وإسقاطه فقط,وإنما هي مشروع بناء لنظام جديد مختلف يستجيب لمتطلبات الشعب ويضع في الاعتبار مصلحته فوق كل اعتبار ناهيك عن كونها فلسفة حياة وثقافة وسلوكا وقيما جديدة.
من يظن أن الثورة تنتهي بمجرد رفع خيمة اعتصام أو الانتهاء من مسيرة أو بإسقاط رأس النظام وقلة من رموزه دون إحداث تغيير جذري شامل في منظومة الحكم السابقة مخطئ وعليه مراجعة تصوره حتى لا يجد نفسه في مواجهة مع حركة الحياة وحاجتها للتغيير والتطوير في كل وقت.
تنتصر الثورة حين نبني دولة ديمقراطية تقوم على العدل والمساواة بين جميع مواطنيها وتسير وفق القانون والدستور وذلك من خلال مؤسسات تفعل علاقة الحاكم والمحكوم,وعندما يكون الشعب هو صاحب القرار الحر في صناديق الاقتراع وليس أحدا غيره.

قد يعجبك ايضا