الملف الاقتصادي وضرورة الاهتمام به

نجيب محمد الزبيدي


 - 
سألت والدي الصحفي الأستاذ الزبيدي ذات مرة - رحمه الله - أيها الوالد الأستاذ أين تكمن مشكلتنا¿ أهي في السياسة أم في الاقتصاد تدرون بما أجابني أستاذ الصحافة القدير, لقد قال صاد

سألت والدي الصحفي الأستاذ الزبيدي ذات مرة – رحمه الله – أيها الوالد الأستاذ أين تكمن مشكلتنا¿ أهي في السياسة أم في الاقتصاد تدرون بما أجابني أستاذ الصحافة القدير, لقد قال صادقا:
اعلم يا بني أن مشكلتنا بالدرجة الأساسية اقتصادية أكثر مما هي سياسية فالوضع الاقتصادي بحاجة لتغيير جذري وواقع البلد يتطلب إحداث ثورة في المفاهيم.
وتابع الأستاذ الزبيدي كلامه: يا بني لقد زرت عدة بلدان عربية وأجنبية والشيء أو الانطباع الرائع الذي رأيته أو خرجت به أن المواطن في دول الغرب يعطي المسألة الاقتصادية الكثير من الاهتمام, والدليل على ذلك أن الناخب في الدول المتقدمة يصوت في الانتخابات استنادا للبرنامج الاقتصادي للمرشح.
الحقيقة وبعد كلام الأستاذ الزبيدي – رحمه الله- دعوني انتقل معكم إلى ما يتدواله الناس اليوم فالناس يتساءلون: وطننا غني وشعبنا فقير كيف¿¿¿
نعم الوطن يمتلك العديد من الأسباب للتقدم والازدهار الاقتصادي.
فموقعه الاستراتيجي الهام وامتلاكه سواحل طويلة على البحرين العربي والأحمر بالإضافة إلى امتلاكه أكثر من مائة جزيرة واحتوائه على الكثير من المعادن والثروات وكذا الأراضي الخصبة إضافة للعامل الهام جدا المتمثل في وجود الطاقة البشرية.
أما لماذا شعبنا فقير: ليس الوطن فقيرا بثرواته ولكن فقر الناس هنا باليمن يعود لافتقار النظام الحاكم داخل البلد منذ عقود للمبادئ الوطنية وتغليبه للمصالح الشخصية والأنانية الضيقة على مصالح الوطن, الأمر الذي أدى إلى غياب السياسات الاقتصادية الضامنة لتحقيق نهضة الشعب وأمانه الاقتصادي, وهذا الجواب جاء عبر الدكتور فؤاد غلاب بجامعة صنعاء.
بالصراحة لقد أعجبني كلام الأستاذ الدكتور يحيى المتوكل رئيس المرصد الاقتصادي للدراسات والاستشارات, فقد لخص موضوع الاقتصاد قائلا: إن تركيبة الحكومات السابقة وكذلك الحالية تفتقر أساسا إلى المتخصصين وخاصة الاقتصاديين الذين يمكن أن يمثلوا فريقا داعما لهذا الجانب ورأيا مرجحا للقضايا ذات البعد الاقتصادي.
أما السؤال الطبيعي الذي يجب أن نطرحه هو: ماذا عن اليوم¿ وهل ما زال الوقت متاحا للفت الانتباه بأهمية الملف الاقتصادي وضرورة إيلائه الاهتمام المناسب.
إن موضوع الاقتصاد يحتاج إلى أكثر من مجرد مقال أو مقالتين لكن الدافع للكتابة عن هذا الموضوع هو إسداء النصح للدولة أو الحكومة بأن تولي الملف الاقتصادي في قادم الأيام أو الشهور جل اهتمامها وأن تتولى هذا الملف الهام وإدارة شؤونه باقتدار وكفاءة وإخلاص.
في الأخير يحضرني ذلك البيت الشعري في النصح الصادق:
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي فالنصح أغلى ما يباع ويوهب.

قد يعجبك ايضا