شعب يسدد ديون ناهبيه

عمر كويران


 - قالت صحيفة (الثورة) على لسان مسؤولين كبار في مجال الحسبة المالية بالبنك المركزي:
قالت صحيفة (الثورة) على لسان مسؤولين كبار في مجال الحسبة المالية بالبنك المركزي: إن كل مواطن يمني عليه دين مليوني ريال لسداد ديون ناهبي أمواله العامة بإجمالي ما أوردته الصحيفة 3 تريليون و900 مليار ريال ديون داخلية وخارجية كاقتراض لحكومات سابقة وبنفس الخطى تسير عليها الحكومات اللاحقة.. وهذه المبالغ في الأخير سيدفعها المواطن بفئاته العمرية كبيرا أو صغيرا ذكرا أو أنثى وهي عالقة في معقل رقبته وعليه سدادها..
كلام مثل هذا يشيب له شعر الطفل قبل وصوله سن العاشرة.. ويقضي بموجبه على كبار السن في مضجع الإصابة بأمراض قاسية.. وينهي أي طموح لأي شاب أو شابه حين يعرف أنه مدين لغيره بمبالغ جامدة في ظل عجزه للحصول على أبسط مكانة لتعينه على الحياة.. مما يعني أن كل رب أسرة عليه خصم مبلغ من مقدراته لتسديد دين من اقترض من حكومته مبالغ لحساب ناهب متنفذ في متكأ مقعده في المسؤولية من غير من يحاسبه على ذلك.. وأن البنك المركزي المسؤول عن المحاسبة لا يمكنه فعل شيء سوى تمويل عجز الموازنة العامة التي سببت للمواطن هذا الكم من الديون.
فكل تكاليف مباني المسؤولين بدءا من بناء السور المكلف بملايين وانتهاء بالسكن العجيب بفن تصميمه بقائمة تكاليفه ناهيك عن عداد السيارات والمرافقين والمصروف المعتمد من الخزينة كاللحوم والبقوليات وحتى الكدم إضافة إلى الشيكات الموقعة بدفع الثمن لأمراض هؤلاء وفسحتهم في بلاد الله…. و….. و…. وجميع المصاريف لها من عرق هذا المسكين والمتحمل سدادها عند المطالبة عبر رفع زيادة عليه في مصدر ما يأخذه لسد رمقه ورمق أسرته.. ولا ندري كيف سينتهي بهم المطاف ونوعية العقاب الذي يأمله المواطن في مسلك منشط التغيير.. وهل فعلا سيحاسب أولئك في حيز الدولة اليمنية الاتحادية.. أم أنه سيتم قيد الفساد المالي ضد مجهول.
نفقات هذا الفاسد على حساب الضعيف من أبناء وطنه تجعل المواطن من دون ثقة بحقيقة ما يسمعه عن المستقبل المشرق والتقدم والنمو والازدهار كما يتعاطاه مسؤولونا عبر القنوات الفضائية. ولم يعد التصديق بأي شيء ما لم يلمس هذا المواطن فعل ما يتمناه من عقاب بحق كل فاسد نهب ماله.. وأي تسميه للمصالحة والمسامحة يجب أن ترفد بالمحاسبة أولا كمرسم للعدالة لتعريف الشعب بمن هم فاسدون لفترة تلك السنوات الطوعية.. عندها ربما يكون للثقة موقع في نفسه لمفهوم التغيير والمدنية الجديدة والحديثة وسلامة المسار.. لأن الخوف قائم في حال رؤية الواقع ومعطياته.. فكيف لمستقبل مجهول يستمد المواطن منه أمان حياته.. لهذا يجب في البداية تأمين المرحلة القادمة وتحسين موضع المواطن في مطرح الأمان عبر المحاسبة.. وحتى لو سدد هذا المواطن هذه المديونية بعد ذلك من قوت يومه فلن يطالب الفاسد برد ما نهبه من ماله باعتبار المحاسبة والتشهير عقاب واليمنيون بطبيعة تعاطيهم في كل المواقف طيبون فالمسامحة نبراس تعاملهم مع كل من أساء إليهم على الدوام.

قد يعجبك ايضا