المثقف اليمني خارج نطاق الخدمة .. !!

لقاءات/ محمد القعود

للمثقف دوره الطليعي والتنويري في مجتمعه فهو حامل مشعل التغيير والتنوير وهو من قادة الوعي والرأي وله مواقفه الناقدة والجادة من أجل نهضة وتقدم وتطور مجتمعه .. ودوما وهو في الطليعة يتصدى لكل قضايا وهموم المجتمع ويشتبك معها بوعي ومعرفة.
لكننا للأسف نجد ذلك المثقف غير موجود في مجتمعنا اليمني .. يعيش في حالة غياب وتغييب وخارج نطاق الخدمة/الفاعلية .. ولا يقوم بدوره التنويري المطلوب.
وكان السؤال الذي حملناه
وكان لنا السؤال المزدوج الذي حملناه وألقيناه بين يدي عدد من المثقفين والأدباء وهو:
*المثقف اليمني.. لماذا هوخارج نطاق الخدمة/ الفاعلية في محيطه…وفي حالة غيبوبة دائمة..¿¿
ولماذا هو في نظر الاخرين غير مؤهل للقيام بدوره في إحداث وقيادة التحولات الهامة في مجتمعه..ولايملك القدرة على التغيير..¿¿ *
في السطور التالية إجابات مجموعة من المثقفين والأدباء على ما طرحناه من تساؤل :
وقد سبق نشر مجموعة من الاجابات ونواصل نشر البقية:

• يقول الأديب أحمد ناجي أحمد:
– المثقف اليمني جزء من الحالة السياسية والثقافية والاجتماعية للواقع المتخلف ومعلوم أنه من أغلب سمات الواقع المتخلف يكمن بدرجة أساس في ذلك الحجم الهائل للمساحة المعطلة من طاقات المجتمع في بناء التنمية.
في الواقع المتخلف تصبح المرأة هي الأقل حضورا في ميدان العمل والإنتاج والتعليم وتنعدم المساواة بسبب الحس الذكوري الغالب في الواقع المتخلف يصبح المثقف انعكاسا طبيعيا لحالة الكساد والتعطيل لطاقة المجتمع الذهنية في بناء المجتمع لنا أن نتساءل كم عدد خريجي الجامعات اليمنية من المثقفين والمبدعين وكم العدد الذي يخدم في ميدان التنمية في دولة مثل ألمانيا هناك أكثر من أربعمائة دكتور يعملون في الجامعات وفي مرافق العمل الأكاديمي المختلفة وهذا العدد الضخم يعني أن هناك جزءا كبيرا من الطاقة المعطلة في الداخل تتسرب إلى الخارج بسبب عدم قدرة الواقع المتخلف على الاستفادة من طاقاته هذه باختصار إشكالية الثقافة والمعرفة في بلد كاليمن وفي بلدان الوطن العربي عموما.
دور ريادي
• القاصة سهير السمان تجيب قائلة::
– نتيجة للبيئة الاجتماعية اليمنية التي لا تولي أدنى اهتمام بالثقافة والمثقف وأيضا الساسة الذين يسلطون معاولهم لهدم الثقافة وإشغال المثقف عن دوره الحقيقي والأساسي والأساس في تنوير المجتمع والأخذ بيده نحو آفاق جديدة.
خطاب وطني جديد
• أما الأديب جمال الحضرمي فيقول:
– المثقف اليمني في حالة تغييب قسري ويرجع السبب الى ان القوى السياسية اكتفت بالعناصر المثقفة التى استطاعت أن تحتويها وتسير في دربها دون إدراك لأهمية الثقافة وتنوعها ولكن مازال المثقف قادرا على إحداث التتغيير الإيجابي في المجتمع من خلال تفعيل دوره في كل الظروف والأحوال والعمل على التأثير في المحيط من حوله بالكلمة والقصيدة والنكتة والمسرح والشعر لاسيما ان وسائل النشر اتسعت وتنوعت وفي بلادنا لابد من النهوض بدور المثقف عبر قنوات التواصل والتلاقي الشعبية والرسمية إن التوجهات الدينية والمتشددة منها تعتبر المثقف إنسانا غير قادر على إحداث التغيير لأنه لايستند إلى قبيلة ولا يحمل مدفعا وينسون بل ويتناسون أن الخطاب الديني السائد حاليا لايحقق الهدف المشود في التغيير وإن كلمة المثقف وحروفه هي التى تصنع اثرا كبير في المجتمع وهذا يتطلب وجود خطاب وطني جديد يسعى لإحداث التغيير الفعلي في المجتمع وهنا بداية انطلاق الحركة الوطنية الجديدة في اليمن عبر المثقفين وليس عبر الدبابة والخطاب الديني .
صورة المثقف المهشمة
• ويقول الشاعر أحمد طارش خرصان:
ظل المثقف اليمني على مدى عقود رهينة لأدوات التسلط والولاء المقيت والذي أفقده القدرة على ممارسة دوره الحقيقي في المشاركة وصنع التحولات العظيمة. يقف المثقف اليمني على الهامش مستسلما لإشكالات الحياة المادية مغفلا دوره وحاجة المجتمع لصوته وروحه في التأسيس لوطن يجد في كنفه الجميع المعنى الحقيقي للمواطنة المتساوية. وبالنظر الى تأريخ جميع الثورات التي اندلعت فقد كان للأدباء الكلمة الفصل والدور الأصل في بلوغ الثورات هدفها الكبير والعظيم. كما أن افتقاد المثقف للتنشئة الحقة وتحوله إلى ما يشبه كائن تشبث بمؤخرة شيخ أو عقيد. دفعه لأن يلعب دور الكومبارس ولأن المثقف الحقيقي هو من يدرك ويحلل وينتج الحلول المناسبة لكل معضلة مستشعرا قبل الجميع ما قد يمكن أن يحدث. وبا لقياس على ذلك ما الذي قدمه المثقف في اتحاد الأدباء والكتاب ¿ لماذا غاب صوت المثقف عن كل المشاهد التي يمر بها الوطن¿ وهل علينا مثلا أن نسلم بموت المثقف¿ ونستسلم لرغبات القبح القادمة

قد يعجبك ايضا