ليس لدينا حركة نقدية .. وما هو موجود لا يتعدى الانطباعات
حوار / محمد صالح الجرادي
• احتفلت بتوقيع روايتها (صنعائي) الخميس الفائت في نادي القصة (المقه) ..وهي الرواية الثالثة بعد روايتي (حب ليس إلا) و(عقيلات)
و(صنعائي ) في موضوعها الجوهري يتسق في مناسبته مع ذكرى حصار السبعين يوما فهي لا تؤرخ لهذا الحدث ولكنها تكتبه روائيا وتكشف عن تفاصيله المسكوتة عنها من خلال أحداث الرواية وشخوصها .
إنها رواية تسير في السياق التاريخي بمعنى أصح وهي امتداد لروايتيها السابقتين باستثناء حضور التاريخي
بصورة أعمق في هذه الأخيرة .. إلى التفاصيل :
•لنبدأ من روايتك الأخيرة (صنعائي) وهي روايتك الثالثة بعد روايتي (حب ليس إلا ) و(عقيلات) هل نستطيع أن نقول بافتراق رواية (صنعائي )عن سابقاتها في التمحور حول سؤال الأنثى في واقع لم يتحرك بعد في اتجاه إنصاف المرأة¿
-اكتب ما أتأثر به ويلامس قناعاتي دون تصنيف وأترك للقارئ تلك المساحة التي يستطيع أن يضيف لها بعدا آخر في التأويل والاستكشاف. وفي “صنعائي” هناك سؤال للأنثى أيضالكنه ليس بحثا عن إنصاف المرأة في مجتمع ذكوري ولكن عن سؤال الوطن والهوية والشعور بالانتماء في سياق الماضي والحاضر. وتداخلا المواضيع في الروايات الثلاث هو تحريض مستمر لتحريك الساكن والراكد في المجتمع قد يحدث بهذا تغيير ولو طفيف على مستوى الوعي الجمعي ليرفض او يقبل أو يطور ما قراه وتفاعل معه.
حصار .. بصورة مغايرة
•البعد التاريخي حاضر في رواية صنعائي كما هو حاضر في روايتك السابقة. لكنك هنا تجعلين من حصار صنعاء منطلقا لأحداث ستجري لاحقا. ما الذي حاولت نادية الكوكباني أن تقدمه في سياق تعرضها لهذا البعد بخلاف ما قدمته شهادات تاريخية¿
-لم يكن التاريخ حاضرا في الأعمال السابقة إلا كخلفية لأحداث توضح زمن وشخوص الرواية لكن في “صنعائي” التاريخ حاضر بقوة كنتيجة لوجود شخوص الرواية ومعاناتهم. وحاولت أن أقدم تاريخ حصار السبعين يوما على صنعاء بصورة مغايرة لتلك الشهادات التاريخية التي أغفلت الجانب المهم في أحداث ذلك الحصار وهو الصراع الخفي الدائر بين قوى الحداثة والقوى التقليدية التي حاولت استغلال كل الظروف لمصلحتها ولمصلحة قوى لم تكن سببا إلا في تخلف اليمن وتقهقره عن السير للأمام برؤى تقدمية مدنية حديثة وهذا من خلال المرور على ما تم من أحداث أغسطس الدامية في 1968 التي لم يتحدث عنها الكثيرون ممن عاصروا تلك الفترة سواء بالشهادات التاريخية أو كتابة المذكرات.
•يستطيع القارئ لرواية “صنعائي” أن يعيش داخل مجرياتها ويصبح واحدا من شخوصها لكنه لا يستطيع بتاتا أن يذود عن نفسه وعن الآخرين شاهد الخيانة- كما قال أحدهم في محاولة لقراءة الرواية.. وهنا السؤال: ما مدى أن يكون فن الرواية تعبيرا عن حقائق دون انتفاء عنصر الخيال كأداة فنية للرواية¿
-بالتأكيد هناك بنية فنية يراها المؤلف لا تخلو من تخييل مصاحب لها لكن مدى كثرة أو طغيان أحدها على الآخر يرسمه تفاعل القارئ مع النص الذي يعلو به ويهبط وفق ذائقته ثقافته وخلفيته. وهناك مفاصل يكون لدى المؤلف رؤية في كيفية سياقها قد تتفق أو تختلف مع فنية الرواية أو ذائقة القارئ لا يلتفت إليها لأنه هو المسئول الأول عن النص وعن تقديمه.
التفاف ..وتلصص ..
•قبل الانتقال إلى رواية (عقيلات) هل أرادت نادية من روايتها (صنعائي) دعوتنا إلى قراءة جديدة للثورة ¿
-نعم هي دعوة إلى قراءة جديدة للاستفادة من تاريخ الثورة خاصة في الوقت الراهن وخاصة بعد ثورة 11فبراير التي حاولت أكثر من جهة الالتفاف عليها وتغييب دور الشباب شعلة الثورة وحاملها الحقيقي بعد الثورة.
•في رواية (عقيلات) اعتمدت لغة”الأنا” بالرغم من اعترافاتك بمكابدة مشكلات نتجت عن رواية حب ليس إلا كيف يمكننا قراءة هذا الإصرار¿
-اكتب ما أجيده فحسب .
•لكنك أيضا مع حضور الأنا تنفين أنك واحدة من عقيلاتك ال19¿
-صحيح فأنا لم أحاول أن أكتب كسارد خارجي لذلك يحدث الكثير من المقاربات بين الكاتب والبطل..
•تقولين في أحاديث سابقة أن مشكلة القارئ العربي أنه يطالع النص الذي تكتبه المرأة “بتلصص”… كيف يمكن أن يكون النص النسوي قادرا على تقويض هذه المشكلة ¿
-سيظل التلصص قائما والمقارنات أيضا طالما كانت هذه الصيغة معبرة عني. ويستطيع النص تقويض تلك المشكلة بعدم الالتفات لما تسببه والسير للإمام. لا يمكن أن يحدث التقاء في المفاهيم التي تنبع من كل عمل فني لذلك الاستمرار هو الوسيلة التي ستجعل من انتشاره وسيلة لمطالعته بعين قارئة مت