أسرار قذرة

خالد الحيمي

 - 
استيقظ ولم يجد شاربه انتابه الفزع وأخذ يبحث عنه في أجاء المنزل نبش كل شيء ولكن لا فائدة:

استيقظ ولم يجد شاربه انتابه الفزع وأخذ يبحث عنه في أجاء المنزل نبش كل شيء ولكن لا فائدة:
– أين ذهب هذا الشارب اللعين¿ لقد كان رفيقي دائما لم أتخل عنه ولم يتخل عني فلماذا يتركني في هذا الوقت الحرج¿
ثمة صوت يأتي من قبل المكتبة لا بد أن يكون هو.. هرع إلى باب المكتبة فتحه واندفع إلى الداخل.. هناك خلف نظارة سميكة وكرسي خشبي جلس الشارب الضائع يكتب الصفحات الأخيرة من مذكراته وهو يبكي. عاتبه على تركه إياه وبرفق حمله وأعاده إلى مكانه:
لماذا تبكي يا صديقي .. تعرف أني لن أتخلى عنك أبدا ¿
أصلح هندامه وتأمل شاربه بأنفة ثم أخذ حقيبته وخرج. فتح باب سيارته.. رمى الحقيبة إلى المقعد المجاور وجلس خلف المقود. سقط شاربه وتعلق بزجاج النافذة من الخارج. حاول استعادته قفز الشارب إلى الشارع هاربا. قفز- هو بدوره- وأمسك به متعجبا من تصرفاته الغريبة. ظل ممسكا به حتى استقر داخل السيارة وأغلق نوافذها بإحكام أدار المحرك وانطلق قفز الشارب إلى المقعد الخلفي وأخذ يتنطط باحثا عن وسيلة للخروج لم يكن من سبيل للفرار:
لا أدري ما الذي يحدث لك اليوم.. ¿ أرجوك عد إلى مكانك ولا تحرجني أكثر من هذا .
وصل على مقر عمله متأخرا أوقف سيارته وتأكد من هندامه. تحرك خطوة واحدة مد يده إلى شاربه فلم يجده عاد إلى السيارة. كان شاربه يجلس في المقعد الأمامي ينتحب. طبطب عليه وأخذه بسخط ووضعه في مكانه.
أغلق باب السيارة وسار خطوة واحدة سقط الشارب أرضا قرفص بجواره محاولا التقاطه هرب الشارب باتجاه السيارة واختبأ خلف إحدى الإطارات. ذهب للبحث عنه وجده بعد جهد ثبته بقوة في مكانه ونظر في مرآة السيارة ابتسم دون أن يخفي تبرمه وعبر البوابة الرئيسة محييا الحراس. امتعظ كثيرا حين لم يولوه اهتمامهم وأقسم في نفسه أن يغيرهم عند أقرب فرصة.
عبر درجات السلم دون أن يرفع يده عن شاربه وصل إلى مكتبه جلس هادئا وطلب حضور الموظفين جميعا وفنجان شاي. لم يستجب أحد لطلبه غضب بشدة وخرج ينادي بأسمائهم واحدا وحدا. لم يرد أحد.
سمع جلبة وصراخا يأتيان من الخارج اقترب من النافذة فتحها وأطل برأسه.. تراجع مذعورا وهو يكرر عبارة: ” ما لهذا ربيتك يا شاربي”
كان الشارب المتمرد يقف على منصة افتراضية يبوح بأسرار صاحبه أمام الملأ .. وكانت أسرارا قذرة جدا .. جدا !!

قد يعجبك ايضا