الراية اليمنية …. الحكاية ناقصة

أحمد الأغبري

 - 
في الوقت الذي صارت هناك معاهد ومتاحف أوروبية متخصصة بدراسة وتوثيق تاريخ الر
أحمد الأغبري –

في الوقت الذي صارت هناك معاهد ومتاحف أوروبية متخصصة بدراسة وتوثيق تاريخ الرايات لايزال هذا التاريخ غائبا في معظم بلدان العالم الثالث وينظر إليه باعتباره ترفا معرفيا … وهي نظرة استعلائية عاجزة عن قراءة تاريخ شعب من الشعوب على شاشة قطعة قماشية مصبوغة بهندسة لونية تمثل أبجدية الهوية و الانتماء و التطور والانتصار وأهم ملامح الثورة والتغيير ..
اليمن جزء من هذه المعاناة إذ لم نلمس أي مشروع حكومي أو غير حكومي لتوثيق ذاكرة الراية اليمنية عبر التاريخ عدا شذرات هنا و هناك أبرزها بعض الصور يحتفظ بها المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية ومؤسسة برنامج التنمية الثقافية عن بعض الرايات فضلا عن إشارات معلوماتية تضمنتها الموسوعة اليمنية وقراءة عابرة قدمتها ندوة نظمها ملتقى الرقي والتقدم بصنعاء حول تعديل قانون العلم الوطنيوغيرها من المصادر التي نقلت عن بعضها بعضا نفس المعلومات المتوفرة والناقصة .
ولو حاولنا جمع الرايات التي ارتفعت في أجواء تأريخ اليمن السياسي في عهد التشطير لوجدنا عددها وفق المصادر المتوفرة يتجاوز عشر رايات دون الأخذ في الاعتبار رايات المحميات والسلطنات والمشيخات التي توزعت في الشطر الجنوبي قبل الاستقلال والتي قد يتجاوز عددها عشرين إمارة وسلطنة أي عشرين راية أخرى.
وانطلاقا مما سبق يمكن أن نقول إن تاريخ اليمن في عهد التشطير قبل وبعد الاستقلال قد شهد أكثر من ثلاثين راية وبهذا العدد من الرايات ربما قد تتجاوز اليمن أي بلد عربي آخر .
إلا انه للآسف الشديد لا يزال تاريخ رايات تلك الإمارات و السلطنات غير موثق بشكل دقيق ومتكامل…ذلك عن رايات اليمن في عهد التشطير أما قبل عهد التشطير وعلى امتداد التاريخ حديثه ووسيطه و قديمه فالحكاية ربما لم يتوفر منها سوى ما يشبه صفحات من فصول رواية لم ترو بعد .
بمعنى ان كثير من الأعلام و الرايات التي مرت على تاريخ اليمن غير موثقة وغير مألوفة للذاكرة اليمنية وهو ما سبق وأكدته الراحلة رؤوفة حسن رئيسة مؤسسة برامج التنمية الثقافية
الراية قبل التشطير
قبل تشطير اليمن عقب احتلال البريطانيين لمدينة عدن عام1839 م وانتهاء النزاع بين الاحتلال البريطاني في الجنوب والوجود العثماني في الشمال بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين الشطرين عام1914م كان يسود اليمن علم واحد وهو العلم الذي يمثل فترة الوجود العثماني ولعلها أقدم فترة استطاعت بعض المصادر الإشارة بواسطتها إلى العلم الذي ساد اليمن قبل التشطير أما قبل هذا العلم العثماني فلم تتوفر أي معلومات موثقة ودقيقة حتى اليوم .
ظل العلم العثماني الأحمر مرفوعا في كل أرجاء اليمن منذ دخول العثمانيين اليمن وهو العلم الذي كان مرفوعا أيضا على الجزيرة العربية بأكملها . ووفقا للراحلة الدكتورة رؤوفة حسن فقد مثل هذا العلم الأحمر أطول فترة للون علم ساد كل أنحاء اليمن بما في ذلك جنوب اليمن وشماله من مطلع القرن الخامس وحتى بدايات القرن الثامن عشر ماعدا فترة قصيرة تحارب فيها البرتغال مع العثمانيين واحتلوا عدن وجزيرة سقطره لمدة ثماني سنوات من عام 1547م حتى عام 1551م ثم عادت السيطرة العثمانية لأكثر من مئتي عام حتى حل محلها الاستعمار البريطاني لمدينة عدن وفرض هيمنته على بقية مناطق جنوب اليمن بعلمه الأزرق وشارته الصليبية مع الخطوط الأخرى البيضاء والحمراء فيما بقيت بعض مناطق الشرق والغرب و الشمال بين فر و كر حتى خرج العثمانيون من بقية البلاد في مطلع القرن العشرين.
رايات الجنوب
منذ احتلال البريطانيين لعدن بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الرايات في اليمن فصار للعثمانيين في شمال اليمن راياتهم و للإنجليز في عدن راياتهم وللسلاطين في بقية جنوب اليمن راياتهم أيضا .
خلال فترة الاحتلال البريطاني لعدن وبقية مناطق الجنوب والتي استمرت أكثر من مئتي عام ظل العلم الأزرق البريطاني مرفوعا على عدن كمستعمرة بريطانية لفترة تزيد عن مائة عام وتحديدا منذ عام 1839م وحتى عام 1937م وحسب بعض المصادر فان هذا العلم ” كان رمزا لاحتلال و هيمنة دولية تفوق المقاومة والرفض المحلي ” بينما العلم البريطاني الذي استحدث عام 1937 واستمر حتى 1963 م فوق اجواء عدن والذي أضيف إليه دائرة مرسوم في إطارها مركبين فوق أمواج بحر فقد ” كان رمزا لمستوطنة عدن بعد فصلها عن مستعمرة الهند و ربطها بالتاج البريطاني في لندن مباشرة”.
أما بقية مناطق جنوب اليمن فقد قسمتها بريطانيا إلى مناطق عسكرية وسياسية بما عزز من وصايتها وهيمنتها على المناطق الإدارية والتي وصل عدد

قد يعجبك ايضا