بيع الأمراض
محمد المساح
مسألة طبيعية بعد سيطرة نظرية السوق الحر في العالم.. والتركيز على الربح وبدون ضوابط أو قيود.
يكشف كتاب «بيع الأمراض» أو قيود لكاتبيه «رأي موينيهان والآن كاسيلز «كيف أن الشركات المتعددة الجنسيات في صناعة الأدوية التي بلغت حدود سوق المرضى إلى الأصحاء.. أصبحت استراتيجيات التسويق لدى هذه الشركات تستهدف الأصحاء وبصورة هجومية.
فقد تحول يسر الحياة اليومية وعسرها إلى اضطرابات نفسية والشكاوى البسيطة إلى أمراض مرعبة وراح الناس العاديون يتحولون أكثر فأكثر إلى مرضى.. من خلال حملات تسويقية أصبحت صناعة الأدوية التي تزن ما يقارب (500) مليار دولار تستغل المخاوف الدفينة من الموت والتدهور الجسدي والمرض لتغير معنى (كائن بشري).
إن شركات الصيدلة الضخمة التي تستحق المكافأة عندما تنقذ حياة الناس وتحد من الآلام ما عادت تكتفي بالبيع لمن هم بحاجة لسبب واحد بسيط.
تعرفه « ول ستريت» جيدا وهو أن اقناع المعافين بأنهم مرضى أمر مريح للغاية.
إن الفكرة التي تساعد من خلالها الشركات المتعددة الجنسيات على خلق أمراض جديدة قد تبدو غريبة بالنسبة إلى الكثيرين لكنها معتمدة بكثرة في الوسط الصناعي فقد شهد تقرير صادر مؤخرا عن مجلة» بزنيس إنسايت موجه لمدراء هذه الشركات على أن القدرة على خلق أسواق للأمراض الجديدة يترجم من خلال المبيعات التي تقيم بمليارات الدولارات وتقتصر إحدى الاستراتجيات الأكثر فعالية وفق هذا التقرير على تغيير نظرة الناس إلى عدم خطورة مشاكلهم يجب أن يكونوا مقتنعين بأن المشاكل التي كانت مقبولة حتى الآن على أنها مجرد انزعاج أصبحت من الآن فصاعدا جديرة بعلاج طبي ومن خلال توجيه تحية إلى نجاحها في تطوير أسواق مربحة مرتبطة بالاضطرابات الصحية الجديدة عبر التقرير عن تفاؤل جيد بالنسبة إلى المستقبل المالي لصناعة الأدوية ستشهد السنوات المقبلة بصورة خاصة أمراض برعاية الشركة.
كما وصفت المختصة « ليب باير المحررة الطبية آلية تطلق عليها اسم بيع الأمراض أي الطريقة التي يعمل من خلالها الأطباء وشركات الأدوية على توسيع لا ضرورة له لتحديد أنوع الأمراض مما يزيد عدد مرضاهم ويسمح لهم بتسويق كمية أكبر من الأدوية وكلما تضخمت سلطة التسويق وتعززت هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات على النظام الصحي.
من مجلة لومند دبلوماتيك