أبلان: تجربة نوعية لتطوير الذائقة الشعرية
الثورة/ خليل المعلمي

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء أمس على رواق بيت الثقافة بأول تجربة الشعر ميديا في اليمن للشعراء عبدالعزيز الزراعي وعبدالواحد عمران وعلي الفهد.
وفي الاحتفائية التي لاقت حضورا جماهيريا أشادت الشاعرة هدى أبلان نائبة وزير الثقافة بهذه التجربة المتميزة والنوعية التي تسعى لتطوير الذائقة الشعرية وإيصال الشعر إلى أكبر قدر من الناس ليتخطى جدران النخبة كما كان الشعر دائما في الوجدان العربي والفكر العربي.
وأشارت إلى جهود هؤلاء الشعراء الذين شرفوا اليمن في الداخل والخارج واستطاعوا أن يكونوا رسل المشهد الشعري بكل تجلياته وجمالياته.
وقالت: إن المشهد الشعري الذي يحاول هؤلاء الشباب أن يقتفوه بكل اجتهاد وتفان إنما يدلل على أن الروح الشعرية في اليمن لا تزال بخير وأن هذه العواصف التي تمر على هذا البلد لا يمكن أن تكسر جدوة الإبداع مطلقا كما سيظلون يقدمون اليمن قويا وبهيا في المحافل المحلية والعربية.
وعبرت أبلان عن شكرها وتقديرها لاتحاد الأدباء فرع صنعاء لنشاطه الدائم والاستمرارية المحمودة التي تدلل على وعي ثقافي عالي.
وفي بيان جماعة شعر ميديا الذي قرأه الشاعر عبدالواحد عمران أوضح فيه أنه لعدد من الأسباب والتحولات التي أدت إلى وقوع قطيعة منذ نهاية الستينيات من القرن المنصرم بين المتلقي والشعر وإيمانا منا بوظيفتي الشعر الجمالية والنفعية والتي لا يمكن فصلهما عن بعض وإدراكنا لأهمية الشعر في حياة اللغة والمجتمعات وتطورهما ووعينا بأهمية القناة التواصلية الرقمية أسسنا جماعة ( شعر ميديا) وأعلنا عنها في هذا العمل الريادي الأول في اليمن (شعر ميديا) والذي يضم سبعة وعشرين نصا شعريا لثلاثة شعراء وهم علي الفهد وعبد العزيز الزراعي وعبد الواحد عمران.
وأشار إلى أن جماعة (شعرميديا) تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها:
ردم هوة القطيعة بين المرسل و النص من جهة والمتلقي من جهة ثانية.
رفد النص الشعري بمصاحبات فنية وموسيقية وتشكيلية وسينمائية .
نقل النص الشعري عبر وسائط جديدة وعصرية وإتاحته للجميع .
اجتراح نسق جديد للنشر يميز هذا الجيل عن الأجيال الشعرية السابقة محاولة الارتقاء بالمتلقي والنص واستثارة الحواس المتعددة للمتلقي.
إعادة السلطة الشعرية إلى مكانتها الطبيعية واللائقة لتسهم بدورها الطبيعي في حياة الإنسان والمجتمعات.
السعي إلى إثبات قدرة الشعر اليمني على مجاراة التطور والتأقلم والتفاعل للحاق بالركب الحضاري والانتقال من طور الورقية إلى الإلكترونية.
فيما قدم الناقد عبدالرقيب الوصابي مداخلة عن جماليات الشعر ميديا أشار فيها إلى أن الكتابة الرقمية ظاهرة فرضها التطور الهائل الذي شهدته وسائط الاتصال في العصر الحديث بفضل الثورة التكنولوجية التي جعلت من العالم “قرية صغيرة” وقد أسهمت المنابر الالكترونية عامة ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص في خلق حراك اجتماعي شمل مختلف مناحي الحياة وهو ما نجم عنه تحول عميق في الحياة المعاصرة على جميع الأصعدة والمستويات لكونها شكلت فضاء حرا لتدفق المعلومات والتعليق على الأحداث.
وأضاف: لقد اتخذ هذا التحول تجليات مختلفة أبرزها الواقع الافتراضي الذي أدى إلى تغيير كبير في أساليب التعبير وأدوات التواصل كما يكشف عن ذلك فضاء الإنتاج الالكتروني الذي يتشكل من علامات ضوئية ونصوص أثيرية ورسائل لغوية وغير لغوية سابحة في الفضاء الالكتروني وجوالة في عوالم افتراضية غير مادية.
مشيرا إلى أن النص الأدبي الذي قد مر بمراحل مختلفة هو الآن يعيش مرحلة التكنولوجيا التي أصبح لها أثر بالغ على نوع النصوص وعلى طبيعتها ونوعية أفكارها وتسهم في تكوين نظامه أدوات ووسائط متنوعة يدخل فيها اللغة والصوت والصورة واللون والضوء والحركة.
وفي نهاية الاحتفائية الذي أدارها الناقد عبدالرحمن مراد استعرض الشاعر عبدالعزيز الزراعي تجربة الشعر ميديا وكيفية استخدامها واختيار القصائد التي تعجب القارئ بسهولة ويسر.. وقام بعرض مجموعة من النصوص الشعرية متداخلة مع الصورة والموسيقى استمتع بها الحضور.
تصوير/ حامد فؤاد