اليوم جمعة وبكرة عيد

أحمد غراب

 - حتى جمعة اليوم لم تعد نفسها جمعة زمان كنا نغتسل ونلبس تشوف الواحد بالثوب الابيض والشال وشم الشامبو قبل العطر يفوح منه ولم يكن احد منا يسرح اثناء خطبة الجمعة ولم
حتى جمعة اليوم لم تعد نفسها جمعة زمان كنا نغتسل ونلبس تشوف الواحد بالثوب الابيض والشال وشم الشامبو قبل العطر يفوح منه ولم يكن احد منا يسرح اثناء خطبة الجمعة ولم يكن الخطيب يتكلم سياسة وكانت الدقائق تمر وكأنك لاتشعر بها من خفتها والناس يسلمون على بعضهم بعد الصلاة وكأنهم في عيد وليس في جمعة.
وامام بوابة المسجد تجد المنظر الذي يشرح القلب الابناء يخفضون اجنحتهم لأبائهم من الرحمة و” يقبلون الطاعة ” فيمسح الاب بيده على رأس ابنه وقلبه يفيض ايمانا وانشراحا.
وكان الناس يصطحبون معهم من المسجد الفقراء والجائعين والمعدمين لإطعامهم اما اليوم فقد طغت عادة النفاق الاجتماعي وصارت الولائم تقام للاغنياء والمتيسرين الذين هم في غنى اصلا عن الطعام في حين لايدعى اليها الجائعون والمستحقون من الفقراء وتلك ورب الكعبة شر الولائم.
وكان الاستعداد ليوم الجمعة من ليلة الخميس وما ادراك ما ليلة الخميس
يوم يصبح فيها الكل عريس.
اما وقد اصبح لدينا عطلة السبت بعد الجمعة فقد صارت العطلة ماسخة كالطعام الذي بدون ملح واصبح الاسبوع اقصر من بنانة اصبعك يمر بسرعة وكأنك تنفخ في عود كبريت فلاتشعر له بداية من نهاية ولا تميز بين عطلته ودوامه.
وكان الناس يبكرون الى المساجد وكأنما قربوا ابقارا اما الان فأصبح الشباب يتأخرون عن الجمعة بالكاد يقدم الواحد منهم بيضة واصبح الخطيب يخطب والشاب يتحسس تلفونه الذي صار مدمنا على امساكه لايطيق له فراقا ولو دقائق معدودة واصبح الخشوع يتبدد اثناء الصلاة من الرنات التي ترتفع من هذا الصف او ذاك وان كانت قليلة لكنها مزعجة ولاتجوز في المسجد زد على ذلك انك اصبحت ترى من يفسدون جمعتهم بالحديث اثناء الخطبة دون أي راداع او زاجر رغم معرفتهم بعدم جواز ذلك.
فضائل يوم الجمعة لاتعد ولاتحصى فهل ندركها ¿ وهل نتعلم من هذا اليوم كيف نجتمع في بيوت الله صفا واحدا كلمتنا واحدة ونسمع بقلوب خاشعة قوله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا “.
جمعتكم مباركة بذكر الله والصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين.

قد يعجبك ايضا