رحم الله الدكتور أحمد شرف الدين

يحيى طاهر الحكيم

 - يبدو أننا لن نتخلص من مرض الكتابة في الصحف إلا عند الموت الذي طال انتظاري له بعد طول معاناة مع الألم والمرض وكلما هربت من الكتابة للصحف وجدت نفسي مشدودا إليها..
يبدو أننا لن نتخلص من مرض الكتابة في الصحف إلا عند الموت الذي طال انتظاري له بعد طول معاناة مع الألم والمرض وكلما هربت من الكتابة للصحف وجدت نفسي مشدودا إليها.. أما الذي أعادني إليها اليوم فهو الاغتيال الآثم للدكتور أحمد شرف الدين العالم الجليل وأستاذ القانون بجامعة صنعاء احد أوائل الأكاديميين اليمنيين وقد عرف بعلمه وثقافته وتواضعه وهدوئه حتى عندما عمل في السياسة لم يكن متعصبا ولا مغرورا لأنه يعرف حق المعرفة ظروف بلاده وحداثة العمل الحزبي فيها الأمر الذي يتطلب الابتعاد عن الحطط والغرور مع انه لو ظل على نهجه كعالم وأستاذ جامعي يحظى بالاحترام والتقدير وقبول الرأي لكان ذلك أفضل له ولكن قدر الله وما شاء فعل ولعل الأيدي الإجرامية التي قتلت الدكتور أحمد شرف الدين كانت تجهل مكانته الاجتماعية والاحترام الواسع الذي يحظى به في مجتمعه.
إن معرفتي بالدكتور أحمد شرف الدين رحمه الله تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي وعن طريق أولاده أولا عندما كنت ادرس في معهد إعداد المعلمين بالرياض وكنت أسكن مع الطلاب الجامعيين اليمنيين وكان أولاده يترددون علينا وتعرفنا عليهم لكن عندما عرفت أن والدهم على وشك الحصول على درجة الدكتوراه ليصبح أستاذا في الجامعة ذهلت وامتلأت نفسي بالغبطة والسرور فلم يكن احد في السعودية يعترف لليمنيين إلا بأنهم عمال فجاء حصول الدكتور أحمد شرف الدين على الدكتوراه والتدريس في الجامعة أمرا مفرحا لليمنيين الذين لا يعترف لهم إلا أنهم عمال وحمالون.
ثم دارت السنوات وقد أصبح أستاذ القانون بجامعة صنعاء وتعرفت عليه عن قرب فكان مع العلامة أحمد محمد الشامي رحمه الله يشجعاني على مواصلة الكتابة في صحيفة الوحدة عندما كنت أكتب عمود (غربال).
رحم الله الدكتور أحمد شرف الدين الأستاذ والعالم الجليل الذي طرح الكثير من القضايا ومنها قضية الخمس ولم يرد عليه احد كما كان من ابرز أعضاء اللجنة العليا للانتخابات بعد قيام الوحدة المباركة واسهم بدور بارز في ترسيخ القانون انطلاقا من عمل وأداء اللجنة العليا للانتخابات كما ان أعماله في المجال الأكاديمي كثيرة ونتاجه العلمي غزير ستستفيد منه الأجيال.. رحم الله الدكتور أحمد شرف الدين رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وعصم قلوب أهله ومحبيه وطلابه بالصبر.. والمهم الآن هو دور الحكومة في البحث عن القتلة والمجرمين والمتورطين في أعمال القتل والاغتيالات والقبض عليهم ومحاكمتهم وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والإدانة وتسجيل الجرائم ضد مجهولين لا يعلم احد بهم حتى لا تزداد أعمال الاغتيالات والقتل ويتسع الخرق على الراتق فتزداد الأوضاع سوءا.. ان الدور الحقيقي للحكومة هو توفير الأمن والقبض على كل من يعتدي على الغير وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع وليس إصدار البيانات.

قد يعجبك ايضا