قصة نجاح تاريخية في صياغة خارطة للغد!!

حسن أحمد اللوزي

 - لم يكن هناك أبدا أمام العقل السياسي الوطني الناضج والمسؤول في بلادنا من مجال تفرضه الحكمة وتمليه السلامة سوى اختيار سبيل الحوار طريقا لحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على المكاسب والمقدرات وخاصة وقد تأصل الحوار في حياة
لم يكن هناك أبدا أمام العقل السياسي الوطني الناضج والمسؤول في بلادنا من مجال تفرضه الحكمة وتمليه السلامة سوى اختيار سبيل الحوار طريقا لحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على المكاسب والمقدرات وخاصة وقد تأصل الحوار في حياة شعبنا كسبيل وحيد وأكيد للتغلب على أخطر التحديات والمواجهات المصيرية  بصورة عقلانية متبصرة  ومتمكنة أساسها الإيمان بقوة الأواصر التي تشد بنيان الوحدة الوطنية على الأرض اليمنية والاعتراف بالآخر وبالروح الأبية التي تسكن في ذواتهم  وتشكل صورة الوجدان الجمعي الذي تستثيره التهديدات والمخاطر التي داهمت الوطن خلال الفترة الماضية ومن كل جانب  وكما لم يعرفه التأريخ اليمني المعاصر في أحلك ظروفه قسوة وانحرافا وأشدها وطأة ومعاناة 
وها هو مؤتمر الحوار الوطني الشامل يقدم قصة نجاح تاريخية يمنية جديدة لا يستهان بها أبدا في هذا المضمار الحضاري العظيم المتصل بالاحتكام للحوار والقبول بما تمليه الحكمة ويسوق إليه التوافق والاتفاق وهو معنى جميل آت من التوفيق  الإلهي والوفاق الإنساني الوطني !
نعم لم يكن أيضا الحوار الوطني الشامل سهلا  بل كان صعبا ومضنيا  بل ومفخخا بميراث لا يستهان به من الأحقاد والضغائن المختلقة على خلاف مشاعر الفطرة الوطنية وفي محيط عام متلبد تتفاقم فيه التهديدات وجرائم الإرهاب  وحدة التحديات الأمنية في كل أرجاء الوطن وعاصمته والعاصمة الاقتصادية والتجارية واشتعال نذر الحرب الطائفية والمذهبية العمياء بأشكال من صور الاقتتال المؤسفة والمريرة في أكثر من مكان فضلا عن شدة المعاناة الاقتصادية والمالية !!
وكما شاهدنا وتابعنا العديد من جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل العامة واستمعنا لشكوى بعض الأعضاء حول ما كانوا يعانونه من نفثات شديدة الوطأة ويصبرون عليه من إفرازات وانفعالات البعض الآخر وتحاملاتهم بفعل ما أشرنا إليه سابقا وكان الاعتصام بالصبر والتسلح بسعة الصدر والنظر إلى الغاية الوطنية الإنقاذية المقدسة هو سبيل الوقاية من اتخاذ المواقف المجافية لتلكم الغاية العظيمة!!بل والحرص على تطبيب النفوس وإحياء مشاعر المحبة والإخاء والعمل المشترك على تلاقي الإرادة الوطنية المخلصة في بوتقة الوفاق والاتفاق من أجل صنع التغيير المنشود من قبل الشعب والانحياز لإملاء الحكمة اليمانية الغالبة!!
 ومع الأيام وتتابع الشهور تم تجاوز أخطر الاختناقات وجل الأمراض الذاتية والنوازع الأنانية وصارت هموم الجميع تتوجه نحو صناعة قصة النجاح الكامل للمؤتمر والتغلب على هواجس القلق من مخازي الفشل !! وهذا الاستنتاج مستلهم من الأحاديث الشخصية مع عدد من الإخوة الأعضاء في المؤتمر الذين صاروا يعملون مع الآخرين في هيئة فريق واحد! ولذلك كان الحوار أيضا محفوفا بالآمال وروح التفاؤل المتصلة بالمصلحة العليا للشعب والوطن التي يجب على المؤتمر أن يحققها وكأنها كانت معقودة بأعناق  الجميع رجالا ونساء وشبابا والذي كرس هذا الشعور هو أن المؤتمر منذ استهلاله انطلق محكوما بصدق التوجهات والاستعداد للتغلب على العوائق والحواجز النفسية والأمراض السياسية التي بذرتها وعمقتها المكايدات خلال السنوات المريرة الماضية للأسف الشديد!!
 ومع ذلك فقد بدت الجلسة الختامية في يوم الثلاثاء الماضي برئاسة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر مفاجئة للكثيرين بكل ما احتوت عليه من قرارات مجمع عليها وبما جاء في كلمته القيادية المهمة والمتضمنة لجملة أساسية من الإيضاحات الشافية والتطمينات الجوهرية  ولولا الجريمة الإرهابية النكراء التي طالت حياة الشهيد الجليل الدكتور أحمد عبد الرحمن شرف الدين عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومثلت فجيعة كبرى صدمت المؤتمر وألمت بالشعب والوطن  لكانت صورة المشهد للجلسة العامة الختامية مختلفة من حيث التعبير عن مشاعر الابتهاج بما تحقق من النجاح العظيم الذي ظل ينتظره الشعب والوطن ومن حولهما كل أبناء الأمة والعالم غير أن الألم الكبير والحزن العارم قد فعلا فعلهما في الجلسة وبين كافة أعضاء المؤتمر كما في كل البيوت وفي الشارع اليمني كله ولانملك معه إلا التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يعصم قلوب جميع  أبنائه وأفراد أسرته وكل محبيه بالصبر والسلوان إنه سميع مجيب و ((إنا لله وإنا إليه راجعون )) ولاحول ولا قوة إلا بالله
ولابد أن نقول أيضا في هذا السياق بأن التحدي الأكبر والمهمة الأعظم والأخطر أمام الجميع والحكومة أيا كانت أولا واللجنة العسكرية وشؤون الأمن والاستقرار وكل من يتحمل المسؤولية اليوم قبل الغد هو العمل من أج

قد يعجبك ايضا