قصص قصيرة

محمد المساح


 - لك حتى الممات
كانت تعمل كاتبة اختزال في شركة التليفزيون وكانت تسكن مع عائلة في فينشلي وتقضي عطلات الأسبوع مع أسرتها في سيدكيب .. لم يكن يبدو أنها متعلقة بأهلها كثيرا.
لك حتى الممات
كانت تعمل كاتبة اختزال في شركة التليفزيون وكانت تسكن مع عائلة في فينشلي وتقضي عطلات الأسبوع مع أسرتها في سيدكيب .. لم يكن يبدو أنها متعلقة بأهلها كثيرا.
التقيا عشية رأس السنة 1959م في حفلة رقص نظمها معهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن.
ماذا تدرس¿
رسالة الدكتوراه في التاريخ كان رقصه فظيعا لكن معرفته باللغة الانجليزية كانت جيدة.
بدا صغير السن جدا وربما كان هذا مظهرا خادعا وكان صوته عذبا ورائقا للأذن كانت أميل إلى البدانة فأعجبه ذلك كانت تقاطيع وجهه وسيمه حادة الأمر الذي لم يغب عنها.
وأعطى كل منهما الأخر رقم تليفونه بعد ثمانية شهور حصلت المعجزة ومع هذا قالت: لست أدري.
قال: أنا أيضا لست أدري عد إلى بلدك وأنا سأسافر إلى كندا ربما وهكذا عاد ليدرس التاريخ في إحدى المدارس الثانوية وكتبت له من كندا تقول أنها قد حصلت على وظيفة في شركة الإذاعة الكندية وأن الحياة في أتاوا لابأس بها.
وكتب لها رسائل طويلة تلتهب عاطفة وكان يختمها دائما بقوله لك حتى الممات قد يخيل إليك أنه كان يبالغ كتبت تقول: الراتب جيد وكندا ممتعة لكن لماذا علينا أن نكون بعيدين واحدنا عن الآخر.. أجاب لأنه من جهة ليس من العدل أن أجرجرك إلى هذا المكان البالغ الحرارة والكثيف الغبار ولأني فقير لا استطيع أن أثقل ضميري بك.
وكانت الرسائل تحمل الحب من افريقيا إلى كندا ومن كندا إلى افريقيا بانتظام وكان الحب يشيد هكذا كانت تقول الرسائل واستطيع أنا أن أصدق ذلك.
مات بالالتهاب السحائي في صيف 1969م ولم يخبرها أحد.
ظلت بعد هذا بأشهر تواصل الكتابة وتسأل: لماذا لا تجيب¿ أم أنك لم تعد تحبني¿ ثم توقفت عن الكتابة.
سوزان وعلي
كان اسمه علي واسمها هي سوزان الخرطوم لندن درست الفن في معهد سكيد.
درس العلوم السياسية في معهد الاقتصاد بجامعة لندن قالت: تزوجني قال: لا صعب قالت لكني أحبك قال: وأنا أيضا أحبك لكن.. ومن ثم عاد إلى بلده.. وأخذا يتراسلان لكني أحبك يا علي” “وأنا أحبك يا سوزان لكن ..” ستة أشهر كتبت تقول: قابلت رجلا سأتزوجه كتب يقول: لكني أحبك يا سوزان” وانقطعت الرسائل يفكر بها في غالب الأحيان.
وتفكر به من حين لأخر .. لكن ..
“الطيب صالح.. دومة ود حامد”

قد يعجبك ايضا