صدق اليمنيون وكذبت قوى الشر!!

فتحي الشرماني


 - ظل اليمنيون يتأملون في الواقع المأساوي الذي وصلت إليه بعض الشعوب العربية من حولهم فلم يكن أمامهم إلا إنجاح مؤتمر الحوار الوطني, وعليه فلن يكون أمامهم في قادم الأي

ظل اليمنيون يتأملون في الواقع المأساوي الذي وصلت إليه بعض الشعوب العربية من حولهم فلم يكن أمامهم إلا إنجاح مؤتمر الحوار الوطني, وعليه فلن يكون أمامهم في قادم الأيام إلا احترام مقررات الحوار التوافقية التي تشاركت في الوصول إليها مختلف القوى الوطنية والمكونات السياسية والاجتماعية والمدنية.
وليتذكر المتحاورون أنهم باختتام هذا الحوار وتحقيق الإجماع على وثيقته يكونون قد وجهوا صفعة قوية لقوى الشر التي حرصت طيلة 9 أشهر على أن تعيق نجاحه, وأن تفجر الأوضاع وتخلط الأوراق, مستخدمة كل وسائل الإجرام والإفساد, بل إن أملها لم يخب حتى آخر لحظة من لحظات مؤتمر الحوار, فقد أرادت أن تختتم جرائمها البشعة باغتيال عضو مؤتمر الحوار المرحوم الدكتور أحمد شرف الدين أستاذ القانون بجامعة صنعاء لتقطع الطريق على إعلان بيانه الأخير وتشتعل الحروب والمواجهات, ولكن هيهات .. هيهات للقاتل أن يصل إلى ما يريد, وقوى الخير في هذا الوطن مصممة على أن يطوي اليمنيون صفحة الماضي ويسيروا في طريق المستقبل بثبات وصلابة مهما كانت التحديات, ومهما بلغ حجم المؤامرات.
إنني بوصفي مواطنا يمنيا حالما لا يسعني إلا أن أعبر عن شكري لكل القوى السياسية والشبابية التي صنعت هذه التوليفة الوطنية الرائعة وصبرت لتنجح واختلفت لتتوافق, وقد علمنا هذا الحوار أن لا يأس مع الحياة, وأن لا فشل مع التحاور والتوافق, وأن ليس لجماعة أو حزب أن يقرر لوحده مصير هذا البلد, يقوده إلى ذلك غروره وأنانيته ورغبته في إقصاء الآخر, فكل القوى ينبغي أن تتشارك في صنع المستقبل بمسؤولية ما دام الوطن ملكا للجميع.
أما الرئيس عبدربه منصور هادي فإنه لايزال يثبت أنه ذلك الرجل الفدائي الذي يصر على أن يصنع شيئا جميلا تذكره به الأجيال القادمة .. رجل صعد إلى سدة الحكم وهو محل إجماع القوى الوطنية, ولا يزال اليوم محل إجماع, ولا يستطيع أحد إنكار أن هذا الرجل قاوم كل العواصف والمناخات السيئة حتى تمكن من الوصول بسفينة الوطن/ الحوار إلى بر الأمان بهذه الوثيقة الجامعة التي أخذت من الأمور أوسطها وأنفعها وأحسنها وأصدقها, وبغير ما فيها من الحلول المتوافق عليها لن ننتظر غير عقد أو عقود جديدة من الصراع والضياع والتناحر, في الحين الذي تنهض فيه شعوب أخرى وتزداد تقدما.
سأكون متسرعا إذا قلت: إن قوى الخير في اليمن انتصرت اليوم على قوى الشر, ومخرجات الحوار لا تزال في بداية طريقها إلى التنفيذ, لكن لا مانع من أن نؤكد هذا الانتصار لأن إرادة الشعب من إرادة الله, وذلك الإجماع بالأغلبية والهتافات المؤيدة لحظة إقرار الوثيقة دليل على أن اليمنيين وإن اختلفوا يتفقون, ويعالجون مشكلاتهم بأنفسهم, وليسوا مغرمين بالتناحر ولكنها الأزمات والأحداث والمخططات العدوانية هي التي تزرع الشقاق.
وشكرا للقاتل الذي يعلمنا اليوم من حيث لا يدري أن نزداد وفاقا واتحادا وتلاحما, لنفشل أي طموحات تسعى إلى النيل من مستقبل اليمنيين وكبح جماحهم.

fathi9595@gmail.com

قد يعجبك ايضا