وحـــان الـــجـــد!
حسين محمد ناصر
• باختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني بعد أيام وإقامة الحفل الرسمي الذي سيقام لهذا الغرض سيكون الوطن وأحزابه وسياسيوه أمام التحدي الأكبر والمحك الفعلي لتجسيد صدق النوايا واقران القول بالعمل لتطبيق نتائج المؤتمر وإثبات سعي الجميع إلى الخروج من هذه الفترة والمرحلة الحرجة من تاريخ البلاد والدخول إلى أعتاب مرحلة نضال وسلام وأمن مختلفة تماما عن أية مرحلة سابقة من المراحل التي عاشها الوطن.
ستكون كل عناصر العمل السياسي والجماهيري أمام اختبار الشعب وحقه في أن يعيش بأمن واستقرار ورخاء ونهوض معيشي ناضل من أجله طويلا وبذل في سبيله شهداء وجرحى ومفقودين طوال فترات النضال الوطني في الشمال والجنوب ولم يعد مستعدا لتقديم المزيد من الضحايا قربانا لنزق أو تطرف أو مكايدة سياسية يسعى أصحابها لتحقيق المصالح الذاتية والحزبية على حساب الحياة التعسة والقاسية التي يعاني منها الشعب اليمني بعد أن صبر كثيرا على مفتعلي الأزمات بمختلف أنواعهم ومسمياتهم وأضحى يتطلع إلى حياة مشرقة وفجر بسام وأن يعيش في هذا الكون كغيره من الشعوب في ظل استقرار وتطور يمنحه وضعا طبيعيا سبقه إليه الآخرون بعشرات بل ومئات السنين.
إن المهمة البارزة اليوم أمام كل الأحزاب والمنظمات والقوى الحية في المجتمع هي الوقوف صفا واحدا في جبهة وطنية عريضة للشروع في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والبدء بإجراءات تشكيل هذا الكيان الجديد باعتباره الشكل الأفضل والأضمن للوصول إلى الدولة الاتحادية الجديدة بأنظمتها ومكوناتها وأسسها المحتواة في وثيقة المخرجات وتحقيق طموحات وتطلعات أبناء الشعب اليمني الذين باركوا ودعموا المخرجات.
إن العمل بشكل موحد ورؤية توافقية واحدة لتنفيذ قرارات المؤتمر هو السبيل الحقيقي والصادق لإثبات عزم وإصرار كل المشاركين في الحوار وأحزابهم وحرصهم على الرغبة في بناء يمن جديد بعيدا عن سلبيات الماضي وهمومه ومشاكله وهو الأمل الذي يحلم به الوطن ومواطنوه في كل أرجاء البلاد وينبغي أن يعمل على تحقيقه كل الشرفاء والمخلصين والطيبين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.
لقد تابع العالم الأحداث الوطنية منذ ما قبل عام 2011م وتابع بنفس النظرة والدقة ما شهده الوطن بعد عام 2011م وأسهم في صنع المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية واستمر يتابع جوانب تنفيذها حتى اليوم وأصبح أمام وثيقة توافق وطنية يهمه جدا أن تنفذ بدقة ومسؤولية حيث سيعمل على تشجيع ودعم القوى الحريصة على الخروج باليمن إلى وضع الدولة الاتحادية وفي نفس الوقت سيكون محذرا ومعاقبا لكل من يحاول غدا التلاعب بالمخرجات أو تأزيم الأوضاع مرة أخرى لتحقيق مصالح ما أو إعاقة انطلاق مسيرة تحديث اليمن من خلال دولته الاتحادية.
الوطن ينتظر كلمة رئيسه الحاملة رسميا نبأ انتهاء الحوار وبدء مسيرة التقدم ودفن الماضي البغيض بأفكاره وأحداثه الأليمة وهو ما سيتم خلال الأيام القليلة القادمة إن شاء الله.