خصوصية الأسماء الحميرية

محمد صالح الحاضري


 - 


حمير.. نطقها في اللغة الحميرية حميروم وتعني الشخص المائلة بشرته إلى الاحمرار وبشكل عام فهي تعني اللون الأحمر بصورة تركيبية على المعاني الاجتماعية فتعني

حمير.. نطقها في اللغة الحميرية حميروم وتعني الشخص المائلة بشرته إلى الاحمرار وبشكل عام فهي تعني اللون الأحمر بصورة تركيبية على المعاني الاجتماعية فتعني الشجاعة الحمراء بمفهوم البطولة الوطنية وأصل الفرق بين حمير وحميروم من ناحية اللفظ هو نطق الوصف الأخلاقي بالحميرية فيقال شهوم المنطوقة شهم بالعربية وكذلك الكريم بالعربية كروم بفتح الكاف في الحميرية.
ولوحظ أن هذا هو نفس نظام النطق اللغوي في اللغة العبرية اليمنية يضاف إليه التشابه في نظام النطق مع اللغة الحبشية فيقال أكسوم على وزن حميروم كذلك يقال في اللغة العربية عن المرأة الجميلة المشربة بشرتها بحمرة حميرا وهو نفس معنى حمير مع فارق التأنيث في اللفظ العربي لحميرا مقابل لفظ حمير المذكر أما في اللغة العبرية اليمنية فحمير أو حميروم هي نسبة إلى اللون الأحمر وتعني عن ترجمتها من العبرية إلى العربية العبقري بمعنى للاحمرار هو توهج العقل.
المكارب والتبابعة والأقيال
كرب “قرب” وهي أصل لغوي لمكرب “مقرب” وقريب فتؤدي الثالثة وظيفة الأولى وتختص الثانية بالرئاسة الدينية فمكرب هي المقرب من الله على وزن ولي الله في الديانة التوحيدية والثالثة قريب على وزن حبيب عزيز إلخ..تحولت إلى لقب وظيفي لشاغل رئاسة الدولة وتماثل العزيز لقب الملك في مصر القديمة.
التبع بالحميرية القائد فتبع المتبوع من اتباع له هو قائدهم فيقال قوم تبع فهو بهذا المعنى قائد الشعب ونلاحظ الخصوصية الاصطلاحية الحميرية في حالتين الأولى أن الحميريين لم يتلقبوا بألقاب غيرهم كأن يكون لقب القائد الحميري امبراطور كما في الصين القديمة أو كسرى كما في فارس القديمة أو قيصر كما في روما القديمة أو فرعون كما في مصر القديمة وكلها ألقاب أصلية داخلة في خصوصية كل بلد اللغوية فكان للحميريين مصطلحهم من واقع خصوصيتهم اللغوية في إشارة إلى قوة كيانهم ومساواته الحجمية لكيانات العالم القديم الكبيرة تؤكد على ذلك شروط خصوصيتهم كمؤشر على امتلائهم وعدم تبعيتهم بل ومعرفتهم بشروط الواقع الطبيعي الوطنية.
والناحية الثانية أنهم لم يتلقبوا بلقب الملك فيثبت ذلك خصوصية علائقية بين الدولة والمجتمع وبين تبع وقومه لا تقوم على مفهوم امتلاك الحكم بل مفهوم القيادة فيظهر حفاظهم بذلك على الشكل الخصوصي لواقعهم وإن كان التبع هو في حقيقة الأمر ملك.
وثمة ملاحظة أخرى هي استمرار لقب كرب إلى القرن الرابع كرب وتبع وقبله كرب يهأمن على أساس أنه لقب استمر ألف عام من فترة كربئيل وتر في القرن العاشر قبل الميلاد إلى فترة أسعد الكامل في 380 بعد الميلاد فيظهر خلود المصطلح السياسي وتعبيره عن تراكم العصر السبئي وانصهارة في العصر الحميري.
كما أن ثمة ملاحظة أخرى هي أن المكارب في الفترة من القرن العاشر إلى القرن الخامس قبل الميلاد أسماؤهم كرب يليها أسماء مثل ذمار وذرح وينوف إلخ.. داخل تركيب للاسم يتأصل إلى كربئيل وتر الأب مؤسس الدولة فلوحظ خطأ تسميتهم ذمار علي وذرح علي أو العكس وعلي ينوف داخل عملية خلط مزدوج بين إيل الاله بترجمتها علي وإيل أيضا بترجمتها آل فأصبحت كرب إيل المؤصلة إلى المكرب الأب في تعلقها بسلالته الملكية لفترة مئات من السنين تقال خطأ كرب آل وتر فالاسم في الأصل يعود مفهوم كربئيل فيه إلى إيلمقة وارتباط كل اسم بإيل تعنى أن المكرب هو حامي أو خادم أو كاهن المعبد فأيل ترجمتها إله ومقه ترجمتها المعبد وهو معبد أوام في مارب الاسم القديم لمارب فكانت ديانة وطنية اسمها ديانة إله المعبد “ايلمقة”.
القيل بالحميرية هو الحكيم فقيل تتأصل إلى القول أو الكلمة كخام لغوي للحكمة والقيل مفرد وجمعها أقيال فتعني بموجب خليفتها اللغوية الحكماء.
الوديان والجبال
يتشكل النظام اللغوي للجغرافيا الزراعية من نطاق أسمائي حميري للوديان الصغيرة مثل (خاول تسماع طيشان مهنوس سفرق مودن) في حالة قروية واحدة تماثلها آلاف القرى الزراعية بأسماء أخرى من داخل نفس الجنس اللغوي الحميري كما أن لكل قطعة زراعية حولا بالحميرية جبل علسان شرق صنعاء في الاسم مع العلس وهو البر البلدي الراقي جبل الريد مع ريدان وريدة عمران في الاسم الجبل اسمه في الحميرية حيد.
كذلك حيس (تهامة) اسم لوديان ومدرجات زراعية بريف صنعاء وبعضها اسمه حيسيس.
غمدان
وهناك غمدان اسم يحمله كثير من اليمنيين وأغلب الظن أنه نسبة إلى قصر غمدان كاسم شهرة تاريخية يشترك الاسم مع غامد في عسير ولا يصح تأصيله لغويا إلى الغمد كونه سيصبح غمدان بكسر الغين بدلا من فتحها كما هو في الأصل فيظهر أن اسم قصر غمدان هو نسب

قد يعجبك ايضا