الماء ورسالة محمد “صلى الله عليه وسلم”¿¿

أحمد الأكوع


المسلمون يعلمون أن الرسالات انتهت برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك فقد كان الرسول الخاتم للأنبياء والمرسلين والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا كان هو خاتم الأنبياء¿ لأن الرسل السابقين إنما جاوؤا على فطرة من الحياة في فطرة الكون وفطرة الحركة في الكون وهي فطرة تقرب الإنسان من الكون وقديما كان الناس يذهبون إلى العين فلا يجدون ماء يستقونه فيرفعون أكفهم إلى السماء ضراعة إلى الله أن تمطر السماء لأنه لا توجد وسائط بين شربهم وبين مطر السماء فلما كثرت الوسائط وأصبحت هناك خزانات وصهاريج وأصبحت هناك آلات رفع ترفع الماء في الصهاريج وأصبحت هذه الوسائل.. وقد وجدت وسائط كثيرة بين النعمة في أصلها الفطري من المطر وبين المنعم عليه في نعمته الحضارية فمثلا إذا انقطع من الصنبور لا تفكر في السماء وإنما تقول اطلب من البئر الماء أو اقفل الخط الفلاني أو غير ذلك من المتطلبات إلى أن يقول أخيرا أن الآبار التي عليها الآلات لا تخرج ماء لأنها قد جفت حينئذ يلتفت الناس إلى السماء ويسألون الله أن يمطرهم ولذلك وسائل البشر في الارتقاء قد تعطيهم لونا من الغرور باستعلائهم فيبتعدون عن أصل النعمة من السماء فكلما تقدم الزمن وتقدم العصر وابتكرت العقول كان من الممكن أن يستعلي الإنسان بعقله وفكره ويظن أن له استغناء إذا فكان منهج الإسلام الذي يمثل في القرآن هو المنهج الذي يعطي كل تساؤلات الوجود وكلما ارتقى الفكر الإنساني في شيء أعطاه القرآن عطاء يدفع عنه أي ارتياب يؤدي إليه غرور العقل وسلف الابتكار.
ثورة 14 أكتوبر
الثورات لا تقاس بترديد الشعارات ولا بالمزايدات السياسية وإنما تقاس الثورات مثل ثورة 14 أكتوبر بكبار المناضلين الشرفاء الذين عاشوا للشعب وماتوا من أجل الشعب ولم تكن في نظرهم الثروة والجاه ورجال ثورة أكتوبر في جنوب اليمن وشماله إما استشهدوا أو ماتوا قهرا من الممارسات الخاطئة لأنهم أصحاب مبادئ ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا.. هؤلاء هم الذين ذكرهم الله في القرآن وهم قلة والشعب اليمني اليوم وهو يحتفل بثورة 14 أكتوبر التي أخرجت الاستعمار البريطاني من الجنوب بعد مائة وثلاثين سنة أو أكثر جثم على أبناء اليمن فالثورة بعد الله هي العامل الوحيد التي أخرجت الاستعمار وجعلته يضع عصاه على كاهله ويرحل.
شعر
شربت مرارة وبكيت جمرا
على فقد لأيام خوالي
لأيام بها الخيرات طرا
بها آباؤنا حازوا المعالي
ونالوا من ذرى العلياء شأوا
فصاروا في التدين خير آل
وكانوا كلما استسقوا لجدب
سقاهم ربهم إثر ابتهال
فأضحوا شامة من بعد تيه
وعموا بالصفا كل الفعال
كبير القوم لا يؤذي صغيرا
وجل الناس للقرآن تال=====