نصر حامد أبو زيد وكسر جوزة التراث..!!

سامي عــــطا

 - نصر حامد أبو زيد
ولد نصر حامد أبو زيد في قرية قحافة القريبة من مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاش

نصر حامد أبو زيد
ولد نصر حامد أبو زيد في قرية قحافة القريبة من مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يوليو تموز عام1943 وتوفي في 5 يوليو2010م, حصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية (قسم اللاسلكي) عام 1960م, ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة العربية عام 1972م, ونال الكاتب من كلية الآداب نفسها درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1979, ثم عمل أستاذا زائرا بجامعة أوساكا باليابان بين عامي 1985-1986. وتفجرت قضية أبو زيد عندما قدم أبحاثه للحصول على درجة “أستاذ” ولكن أعضاء في لجنة علمية شكلتها جامعة القاهرة اتهموه “بالكفر” بناء على ما جاء في الأبحاث والكتب المقدمة للحصول على الدرجة ورفعت دعوى تفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس وصدر ضده الحكم فاضطر إلى ترك البلاد إلى هولندا منذ1995 م.
أهم مؤلفاته:
1ـ الاتجاه العقلي في التفسير(دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة)
2ـ فلسفة التأويل (دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي)
3ـ مفهوم النص (دراسة في علوم القرآن)
4ـ نقد الخطاب الديني
5ـ النص السلطة الحقيقة
6ـ المرأة في خطاب الأزمة
7ـ دوائر الخوف قراءة في خطاب المرأة
8ـ الخطاب والتأويل
9ـ التفكير في زمن التكفير
10ـ هكذا تكلم ابن عربي
11ـ الإمام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية
إن أفضل تكريم يحظى به مفكر,حين يتم قراءة فكره قراءة نقدية, قراءة تستنبط الجوهري والثابت وتفصل بينه وبين المؤقت اللحظي•. إن الفكرة الأساسية التي انطلق منها المفكر نصر حامد أبو زيد, تقوم على ضرورة الفصل – إذا جاز لنا استخدام مقولات هيجل – بين الفكر في ذاته ( النص الديني المقدس) والفكر لذاته ( الفكر الديني بما هو فكر بشري قابل للنقد والتمحيص), أراد من وراء ذلك, رفع هالة القداسة عن التراث الديني, والبدء بمزاولة نقد وتفكيك هذا الخطاب بالعودة إلى نصوص الخطاب الأصل: الخطاب المقدس.
ينطلق أبو زيد من حقيقة مفادها كسر جوزة هند التراث بالمعنى الهيجيلي للكلمة( كسر الجوزة يعني معرفة ما في باطنها), أن الصراع في مجتمعاتنا ككل صراع, صراع مصالح دنيوية بين قوى اجتماعية, ولا يعدو التراث إلا أن يكون وسيلة تجيöر هذا الصراع وتبرره في نهاية المطاف “لا تكتفي القوى المسيطرة بالتحدث باسم المصالح العامة وبابتلاع ثقافة الطبقات المنتجة, بل تتجاوز ذلك إلى تأويل التاريخ والتراث – بمعناه الشامل الواسع – ليكون ناطقا باسمها, حاملا لطموحاتها ومحققا لمصالحها وآمالها. وهكذا تحاول الاستيلاء على الماضي وإحكاما لقبضتها على الحاضر, فتصوغ مصالحها في لغة مصالح الجماهير, وتنتج ثقافتها وتبثها على الناس باسم الثقافة الوطنية, وتنشر قيمها على أنها القيم الحقة النابعة من تراثنا وحضارتنا”.( الخطاب والتأويل المركز الثقافي العربي ط1, 2000م ص129), استشعرت القوى التقليدية خطورة نقد أبو زيد على سلطتها المعرفية, كما شعرت السلطة السياسية الاستبدادية بخطورة ما يقوم به, فتحالفت السلطتان السياسية والدينية عليه, الأولى سكوتا وتواطؤا, والثانية أقامت عليه الحسبة, وطالبت بتفريقه عن زوجته بذريعة كفره. وكان لها ما كان.
حمل نصر أبو زيد في مشروعه الفكري قضية أساسية, أراد من ورائها أن يفصل بين السلطتين الفكرية والسياسية مقدمة إلى فصل الديني عن السياسي سلطويا. أي أنه شعر, بأن العقل رهين محبسين ينبغي تحريره: محبس السلطة الدينية ومحبس السلطة السياسية. ” تبدو مشكلة المثقف العربي تاريخيا أنه يمارس إنتاج الفكر وعينه على السلطة السياسية, وسواء أكان موقفه منها الرفض أو القبول فإنه لا يستطيع الفكاك من أسر طابعها الأيديولوجي ذي التوجه الديني الظاهر أحيانا والباطن أحيانا أخرى”. (الخطاب والتأويل, ص133) لا يبدأ تحرير العقل إلا بتحريره من سلطة النصوص الدينية, إن التحرير العقلي لا يمكن أن يحقق أهدافه, إلا حينما يشرع العقل بجداله مع الطبيعة والواقع الاجتماعي والإنساني ومع الغيب المستور فينتج معرفة تكون هذه المعرفة بدورها سلاحا لمزيد من التحرر, يقول نصر أبو زيد بهذا الصدد: ولا خلاص من تلك الوضعية إلا بتحرير العقل من سلطة النصوص الدينية, وإطلاقه حرا يتجادل مع الطبيعة والواقع الاجتماعي والإنساني, كما يتجادل مع الغيب المستور فينتج المعرفة التي يصل بها إلى مزيد من التحرر. فيصقل أدواته, ويطور آلياته, كما ينبغي على العقل أن يتحرر من قبضة سجن أخر, قبضة سجن السلطة السياسية والدوران في فلكها من أجل الخروج من أسر إنتاج الايديولوجيا” ولا بد ل

قد يعجبك ايضا