2014م .. الصدام والوئام

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - جميعنا على بعد يوم من العام الميلادي الجديد 2014م وهي مناسبة تصلح لأن نعطي لأنفسنا فرصة للتفاؤل..
جميعنا على بعد يوم من العام الميلادي الجديد 2014م وهي مناسبة تصلح لأن نعطي لأنفسنا فرصة للتفاؤل..
لكن للتفاؤل علاماته التي يختزلها رجل يحمل مظلة في الشتاء اليمني متوقعا هطول المطر..
* ما يزال اليمن ينتظر يمنيين .. يصنعون تاريخا جديدا لبلدهم المتخلف فماذا بمقدور أبنائه أن يفعلوا¿
يبدو الجواب معلقا بحكماء وشجعان محتملين يفطنون إلى مخارج عجز عن توفيرها غيرهم.
* أما أول الحكاية .. ومفتتح القصيدة فهو تخفيف ما في نفوس مراكز السلطة والنفوذ من غل.. وحسب كل محتقن أن يعتقد بأن من يحب بلاده يجب أن لا يدفع نحو الصدام في وقت اليمن فيه أحوج ما تكون إلى الوئام..
* ليس بمقدور أحد أن يقذف بأحد في مياه البحرين الأحمر والعربي لكن الجميع يستطيع ان يسهم في خلق مسار وطني جديد الأهداف فيه الاحترام لأحلام شعب وتطلعات وطن والخطط فيه يعكف عليها متخصصون وإقرارها من قبل ممثلين محترمين للشعب وتنفذها حكومة غير مرتعشة ولا متحاصصة تدرك أن الإنجازات الكبيرة لا يقوم بها إلا كبار..
* وحتى لو كان العمل السياسي شر لا بد منه كالقات لا بد من المسارعة إلى الإيمان بالشراكة في حل القضايا محل الخلاف والتسليم بأن المسؤولية التزام وتضحية وتسامح وليس لعبا أو تلقيط مصالح ومسابح.
* ولا خوف على الأنا المفاضلة أو الذات الثورية إذا تسامح الكل مع الكل وتصالح الجميع مع الجميع.
وإلى كل مكابر.. لست نيلسون مانديلا الذي غادرنا قبل أيام إلى الدار الآخرة بعد رحلة من الإلهام لسكان الأرض.
* لقد مكث مانديلا أكثر من ربع قرن في سجون الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لكن ذلك لم يدفعه لانتهاج أساليب انتقامية وإنما طلب من مواطنه طي صفحة الماضي وبهذا نجح في إطفاء حرائق لا حدود لها بين الأغلبية السوداء والأقلية البيضاء فكيف بناء ونحن في بلد ليس فيه من الفصل العنصري أو الديني أو اللون ما يبرر عدم مبادرة جميع اليمنيين إلى انتزاع كل أسباب الغل.
* هكذا عبر نيلسون مانديلا عن روح المصالحة الوطنية وأوقف الحرب الأهلية ليقبل رئيس النظام العنصري فريد ريك دوكليرك بعدم جدوى الهيمنة المطلقة للأقلية البيضاء فكانت جنوب إفريقيا بهذا التسامح الجميل..
* وهنا يكون اليمن أكثر حاجة لسواعد أبنائه ولقلوبهم المتسامحة وعقولهم المنفتحة على إغلاق ملف الماضي بكل جراحاته لان النبش فيها يضع الوطن في قلب الخطر ويسمم الأجواء ويعطل التنمية.
* ليس الحكم الرشيد والعدالة والحقوق والحريات واستقلال الهيئات والتنمية والأمن والجيش وغيرها الا تفاصيل مختزلة تحت عنوان مفردة الدولة التي لا يجب أن نسمح لها بالاختفاء.. فلقد كان رونالد ريجان يردد بأن الدولة ليست الحل وإنما هي المشكلة فإذا بأزمة البنوك التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية تكشف استعانة جورج بوش بتدخل الدولة..
* اليمن يمتلئ بالسلاح والاحتقانات لكن سماءه تمتلئ أيضا بالنجوم.. ومن شأن استحضار حسنة التنازلات للبعض أن ينتصر للعفو من الغل وللذكاء من البلادة ولمفردة الإنتاج من مفردات العرقلة والتعطيل وللسلام والوئام من المواجهات والخصام..
* دعونا من هرطقات المقايل وصفحات الفيسبوك المتحولة إلى ميادين استعراض الحالة الطاووسية وتغريدات نمور المفارش والآراء المتشددة في الفضائيات والصحف واجعلوا من العام الجديد وخواتيم الحوار منطلقا جديدا بلا تشدد ولا تمدد …

قد يعجبك ايضا