مثل قاسم !!

عبد الرحمن بجاش

 - 
قاسم تاجر كون تجارته بعد شقاء وتعب ....لكنه توقف عند نقطة معينه رافضا التحلحل منها إلى نقطة أو موقع أرقى !!!, كبر أولاده وحاولوا أن يطوروا تجارته فاست

قاسم تاجر كون تجارته بعد شقاء وتعب ….لكنه توقف عند نقطة معينه رافضا التحلحل منها إلى نقطة أو موقع أرقى !!!, كبر أولاده وحاولوا أن يطوروا تجارته فاستطاعوا أن يحققوا بعض الإنجاز , لكنه حول حياتهم العملية إلى جحيم , فترى قاسم يحمل أوراقه في شوال ويظل طوال الليالي يخمسها ويسدسها وتكبر في رأسه أن أولاده خدعوه !!! لذلك تراه كل يوم في معارك معهم عطلت عمله وأحبطتهم فانصرف كل منهم إما إلى التحايل عليه أو طفش منه , فيتظاهر بأنه معه لكي ( يبلفه ) بعض الثروة لصالحه لتتحول حياتهم جميعا إلى جحيم !!! . عند أن وصل مؤتمر الحوار إلى تداول مصطلح الفيدرالية وأخواتها , القريب منها والبعيد بدا أن كثيرين من أعضاء المؤتمر لا يفهمون معنى الفيدرالية , يومها كتبت عن ذلك وقلت أننا في هذه الصحيفة في لحظة من اللحظات ورد علينا أيام جولات حوار الطرشان ( القائمة النسبية ) ف ( بلمنا ) حسب إخواننا المصريين ….وضربنا أخماسا في أسداس وأنا أول الزملاء , فدخلنا بحر الانترنت فوجدنا مقالة للصديق الوزير عبدالله الاكوع حول القائمة النسبية شكلت لدينا بعض الفهم , وعن الفيدرالية كتبت بعد انطلاق المؤتمر وقلت أن كثيرين من الأعضاء لا يدركون معنى الفيدرالية إدراكا عميقا , وقلت أنني شخصيا لا أفهم شيئا , لكنني بعده لم أكابر مثل قاسم , بل ذهبت إلى ثلاث ورش حول الفيدرالية بدعوة كريمة من الصديق دينمو (فريدريش آيبرت) محمود قياح وبضمنها التسويات المالية في الفيدراليات , ففهمت واستوعبت وخرجت من حدود دولة رجل المدكن قاسم الذي يصر على أن يظل بعقله في الدكان القديم !!! , هنا المشكلة الآن حيث أن أعضاء كثيرين يصرخون ويعاندون ويعتمدون على عدم إدراك كثيرين في الشارع لمعنى الفيدرالية فيبالغون في تخويف الناس على أنها الانفصال والتقسيم وفي قرارة أنفسهم يتصرفون مثل نعمان حيث في رؤوسهم موال آخر!! , وانظر فقد ذهب الرجل الكفؤ أمين المقطري وكيل الإدارة المحلية إلى ورشة عمل شارك فيها شيوخ من عمران فحدثهم عن اللامركزية والفيدراليات , وبعد أن توزعوا إلى فرق , وبالطبع كانوا ضد اللا مركزية واللا فيدرالية, لكنهم بعد أن استوعبوا والمقطري أستاذ في إيصال الأفكار إلى المتلقى ومن اقصر الطرق , عادوا اليوم الثاني ليقولوها ( إذا كانت اللا مركزية والفيدرالية كما شرحت لنا فنحن معهما ) . أنا شخصيا لا أنظر أيضا للفيدرالية على أنها قرآن منزل بل هي أسلوب حكم علينا أن نجرب الصيغة المناسبة لنا طالما وهي ستخرجنا من إطار هيمنة المركز العمياء والتي يغلفها البعض بالادعاء بأن الوحدة خلاص ( روحت ) وأن الجمهورية غادرت وفي قرارة أنفسهم يعرفون أهدافهم جيدا, والأهم ألا نعصدها على الطريقة اليمنية !! ,وبالأمس الأول سألت صديقا عزيزا مشاركا : كم نسبة الصامتين والمدعممين والسلبيين في المؤتمر فذكر لي نسبة كبيرة توقعا , فأدركت أن نسبة المزعبقين الذين يأتون بإيعاز من الخارج يؤثرون في هؤلاء الصامتين والناس خارج القاعة الذين لم يصل إليهم أحد توعية وشرحا لمفاهيم تدور في أروقة الموفمبيك والدواوين, ولذلك ترى كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي يرددون ( وثيقة بنعمر ) وهذا ليس صحيحا فالوثيقة استخلاص لما توافق عليه أعضاء الفريق المصغر – وهي أيضا ليست قرآنا منزلا- , وخرج بعضهم يتنكر لها لأنه لو صح أنها وثيقته إذا أين مؤتمر الحوار ¿¿¿!!!, هنا أيضا لا أقصد من له ملاحظات أو رؤى , أقصد من يصرخ ولم يقدم شيئا , بل يحرض الناس على أن كل شيء شيطان رجيم وعليهم التعوذ منه ولا يقدم البديل !!, فإن تتقدم وتقول هذه رؤيتي شيء وأن تشيطن كل مشروع واتفاق شيء آخر … خلاصة الأمر لا نريد للأعضاء معظمهم أن يظلوا كالتاجر قاسم يؤثر فيهم من حول المركز إلى سيف مصلط على الرقاب , وكان له أن أراد أن يحول المركز إلى منبع تسيل منه سيول الدولة المدنية الحديثة فيكفينا ما نحن عليه ….على المدركين لما يفعلوه أن يسرعوا اتقاء لمحاولات قاسم لخبطة الخانات كلها , لكن أيضا مطلوب ألا يقفزوا بالبلد إلى ما هو أسوأ مما هو فيه ….وإلا فقد إحنا على ما نحن عليه ….

قد يعجبك ايضا