اعتبروا من السودان

أحمد غراب



كل الذين ساهموا وساعدوا في تقسيم السودان وقفوا عاجزين أمام ما يحدث الآن في جنوب السودان من تناحر داخلي على السلطة .
في اليمن الشعب يدفع ثمن أخطاء الساسة الفادحة التي ارتكبوها باسم الوحدة والوحدة بريئة منها براءة الشعب من نهب الأراضي والإقصاء وتعميم الفساد ونشر الخراب والأسلحة جنوبا وشمالا على حد سواء.
مشكلتنا لم تكن أبدا في قطعتي قماش ومجموعة ألوان نبحث فيها عن ألوان مشتركة حياتنا نحن كـ مواطنين سواء في الشمال أو الجنوب أصبحت لونا واحدا هو اللون الأسود وصار الحزن رديف أيامنا وكلانا ليس لنا في الشريحة ريحة ولا في السقيفة دكان حاسب ريح .
ثلة من الأولين وثلة من الآخرين لعبوا ويلعبون بنا شطرنج تارة يجمعونا وأخرى يفرقونا مصالح تذهب ومصالح تأتي وشعوب تثور وتعادي بعضها لتنتقل من السيئ إلى الأسوأ ولو من باب المقامرة وان شئت قل المغامرة .
مشكلة الجنوبي لم تكن أبدا في الشمالي ومشكلة الشمالي لم تكن أبدا في الجنوبي …!!
التسارع الحاصل لإشعال المزيد من النيران كلما انطفأت يمكن قراءته من خلال ما يتم نشره من أخبار وبيانات هدفها الفتنة ولا شيء سوى ذلك على سبيل انه يتم الدفع بقبائل من الشمال لمواجهة قبائل في الجنوب حضرموت ( هل هذا الكلام صحيح ¿! ) هنا يمكن أن تلتقط عود الكبريت الذي يسعى إلى إشعال الفتنة ومن يقف وراءه¿!
السعي إلى استيراد مربع الفتنة بين أبناء الشمال والجنوب من أتون الماضي أصبح لعبة قديمة رغم خطورتها فالرأي العام لم يعد ذلك الذي يمكن التضليل عليه وجره إلى حرب أهلية يدرك جيدا أن نارها أن شبت فإنها ستحرق الجميع بلا استثناء وسيدفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب لا لشيء إلا لتحقيق مآرب ثلة من الباحثين عن الفتنة الخلاقة.
حتى أوسط الحلول لا يريدونها لليمن تلك المتعلقة بالفدرالية باعتبارها حيلة المضطر.
عندما يكون الهدف هو السلطة والثروة وليس الشعب تكون هذه النتائج غالبا كمن يريد أن يخرج من حفرة فيقع في خندق فالذين يفرقون ويقسمون ويفتنون لا يفعلون ذلك عشقا في عيون الجنوب أو الشمال وإنما سعيا لتحقيق مصالح جديدة في حين يظل حال الشعب من سيئ إلى أسوأ .
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين