لهيب ووقيد

محمد المساح


 - ما بين الذكرى وابتداء الألم بأقل من عشر الثانية يفلت القلب من ضلوع صاحبه في وقيد الحنين يتقلب في اللهيب ينسى صاحبه حينها تغزه شوكة الجهنمية وهي تنغرز عميقا

ما بين الذكرى وابتداء الألم بأقل من عشر الثانية يفلت القلب من ضلوع صاحبه في وقيد الحنين يتقلب في اللهيب ينسى صاحبه حينها تغزه شوكة الجهنمية وهي تنغرز عميقا في اللحم في أول محاولة له والقلب الفتي في مبتدأ العمر يجتاز بصاحبه السور الحديدي المسيج بورد الجهنمية الحمراء المشوكة وقبل أن تلامس الأصابع الممتدة وردة القرنفل والذي يشتعل قلبها الوردي بلون الدم الطازج.
تراخت بعدها الأصابع من شدة الوخزة فسقطت مستبقة سقوط القلب المفجوع في أول محاولة للاجتياز عاد القلب بعدها يئن ويتأذى تحت وطأة الفشل الذريع.
ضمد القلب جراحه والتأم اللحم وتعافى جسد الصاحب تعلم القلب من تلك المحاولة الدرس جيدا واستوعب مقتضى الحال ولف الزمن دورة التفتح الأولى نسي القلب تغزة الشوكة وتأهب لقفزة ثانية يجتاز بصاحبه السور الحديدي المسيج هذه المرة بشوك الغنتور كان حذرا أين يضع القدم ويتلافى ما أمكن صلابة الشوك ومد الأصابع واثقا من عودتها بالقلب الوردي لوردة القرنفل المشتعل غنجا من ساقه الحظ مرة واحدة في العمر ولمدة ثانية من الزمن أو ساقته المصادفة عرضا ورأى الوجه المتورد بأشعة الغروب الأرجوانية وهو يتبتل في حقل القرنفل.
لحظة من لحظات تلك العيون السابحة في حضور الجمال البهي وأريج القرنفل الذي يخدر الحواس.
مجرد لحظة من لحظات العيون الساجية تلك حري أن تذيب الحجر الصلب ما بالك بقلب .. بجنون المغامرة لم يكتو بعد بنار الحب ولواعج الفتنة الجمالية في إكمال نضجها وتمام إثارتها الساكنة في الأعماق.
في تلك اللحاظ التي رمتها العيون عفويا وتلاقت في المنتصف. انتزع القلب من جسد صاحبه الذي تنوم وتخدر من هول الجمال الرهيب الذي عبر الأفق صدفة فصادف القلب المتسلق السور الحديدي المسيج بالشوك والمسامير ونال الإعجاب من لحاظ العيون الساحرة كما حظي بتقدير عميق لجرأة المغامرة وشجاعة الاجتياز.
في تلك الهنيهات الزمنية التي لا تلم بها مقاييس الأزمنة ولا تسجلها الحواسيب الكمبيوترية افترق القلب عن الجسد انغرست فيه شوكة العنتور الصلبة انكمش القلب على نفسه وبمثل قلب وردة القرنفل الملونة بلون الدم الطازج فار القلب دما فوارا روى جسد صاحبه المنوم والمخدر.
امتدت يد مجهولة إلى القلب ومسحت عليه بحنان تعافى القلب والجسد بفعل اليد .. ومن حينها والقلب يشتعل حنينا في وقيد الحنين لثانية مفقودة في الزمن ولحاظ عيون عابرة وغابت مع الشمس الغاربة في الأفق البعيد.

قد يعجبك ايضا