في هيئة عصفور
■ بشير المصقري
كعصفور يدرس في غيمة
ويقضي عطلته الأسبوعية في الشفق المجاور
يغسل أجنحته كل صباح في شلالات الريح
ولا يفكر في الوقوف على شجرة عارية
كعصفور لا ينسى أن يشكر الغربان
لبشاعة النعيق
وينمق الجو بعناقيد من زقزقته الشجية
يكنس بتغريده اليومي
أنكر الأصوات من سحنة الأفق
ثم يتمنى أن تستمع البومات
لنشرة أحوال الطقس في المساء
كعصفور يقدم للخفافيش رؤية جديدة
تعلمها كيفية الاهتداء إلى حداثة
تمكنها من التجريب
و تبديل الصوت الخفي
بإصدار إشارات ترشد فطرتها البكماء
إلى تحاشي الاصطدام بالأجسام المباغتة
كعصفور يعي أن الفرق بين الأجنحة والزعانف
هو ذات الفرق بين مروحة الطائرة ومجداف القارب
وأن تياري الهواء والماء
أجدى بكثير من التيار الكهربائي ومشتقات النفط
كعصفور يتفاوض دائما مع الفلاحين
للحصول على قليل من الدخن
كي يثبت للنسر أن الرزق بالفعل لا يأتي بقوة
كعصفور اكتشف أن رسائل الـ sms
تزعج الأنواء وتشوش ذاكرة الأجنحة
كعصفور لا يمتعض أن أنكرته الأعواد و القياثير
وهي التي كانت سيقانا ينام عليها
ولا يمتعض لخيانة الأغصان التي كان يحط فيها
ويلف أصابعه حولها
قبل أن تغدو أقفاصا
لا تعرف أيضا أن أصابع رياض السنباطي
وبليغ حمدي واحمد قاسم وحارث الشمسي
كانت أفكارا في فمه
كعصفور تمكن من إقناع رصاصة صياد
أن التوجه إلى صدر فزاعة في حقل ما
قد تمنحها نوبل للسلام
كعصفور مازال يبحث عن لبنه
الذي يعد به العاشق حبيبته
مع أن لا لبن للعصافير ولا هم يفرحون
وكعصفور يقول للسماء :
في أحرفك سم وماء
لكنني أطرد السم بهفهفتي
فيما يسقط الماء فينبت العشب
الذي شيدت منه عشي الصغير
ولذöكر العش
يتذكر بمرارة
أن الأفق جحيم دون عصفورة
والعش عراء أن لم يكن وراء كل طائر يهيم
أ
ن
ث
ى
ذمار يناير 2012م