“حبابة” مدينة الماء والأرض الخصيبة

الثورة/محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم.. يسرني أن قدم إليك الحلقة الثانية من مديرية ثلا ولا شك أن مديرية ثلا تضم الكثير من الكنوز الحضارية من الحصون والقلاع والآثار وكذا الكثير من العلماء الأعلام الذين شع نور علمهم على جميع أنحاء اليمن والعالم العربي وتعدى ذلك إلى العالم الإسلامي ومن خلال اطلاعنا على الحلقتين عن مديرية ثلا نستنتج الحقائق التالية:
أولا: إن اليمن كانت هي أحد مصادر الإشعاع الحضاري والفكري للحضارة الإسلامية قبل الإسلام وبعده.
ثانيا: إن اليمن كان منهجها هو الوسطية وعلى مدى تاريخها الطويل سواء في عهد السلاطين أو الأئمة والملوك والرؤساء وبالتالي نبغ منها علماء أثروا الفكر الإسلامي منهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير (775هـ –840هـ) صاحب كتاب (العواصم والقواصم) والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير(1171هـ – 1195هـ) والعلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني (1173هـ – 1250هـ). وغيرهم من معظم المحافظات اليمنية.
ثالثا: إن ما نستنتجه من التاريخ أن معظم من حكم اليمن عبر تاريخها الطويل لم يستمر حكمهم إلا لأنهم حافظوا على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي لليمن الموحد.
رابعا: لن يحدث أي استقرار في أي مجتمع إلا إذا حدث توازن بين اندفاع الشباب وبين حكمة الشيوخ بحيث يكون بينهما توازن ويكون اندفاع الشباب هو مصدر التغيير والتجدد ويكون تأني الشيوخ هو مصدر الاستقرار ومصدر المحافظة على منجزات الشباب وهذا ما تعلمناه من علم الاجتماع ومن علم التاريخ.
مدينة حبابة
حبابة عزلة من عزل مديرية حبابة تتفرع إلى القرى الآتية حبابة الصعادية بيت شاطر الغيل وتار بيت مجمل بيت بحر المحلاء بيت هبه كشر حضور.
وحبابة: بفتح المهملة وبموحدتين مفتوحتين بينهما ألف آخره تاء التأنيث وهي بالقرب من مدينة شبام كوكبان وهي مسمية باسم رجل من حمير وهو حبابة بن لباخة بضم اللام وفتح الموحدة بعد الألف خاء معجمة مفتوحة ثم هاء ابن ذو أقيان بفتح الهمزة بعد القاف الساكنة تحتية مفتوحة آخره نون ابن حمير الأصغر زرعة بن سبأ الأصغر الأدنى.
وتقع مدينة حبابة شمال غرب العاصمة صنعاء وتبعد عنها حوالي (45كيلومترا) تقريبا ضمن النطاق الإداري لمديرية ثلا.
ومدينة حبابة القديمة التي تقع داخل السور تمتاز بتصميمها المميز للشوارع والمباني الخاصة للمنازل إضافة إلى المباني العامة وتشتهر مدينة حبابة بصفة خاصة بمعاصرها التي تستخرج الزيوت من الحبوب وما زالت مواضعها قائمة إلى وقتنا الحاضر وتعاصر مدينة حبابة مدينة ثلا في كونها تعود إلى الفترة المبكرة من العصر الإسلامي ولكن مدينة ثلاء ظلت محتفظة بعمران مبانيها السكنية بينما المباني السكنية في مدينة حبابة قد تم هجرها من العديد من ساكنيها وأصبحت أطلالا وخرائب وانتقل السكان إلى بناء منازلهم لهم خارج الأسوار ومع ذلك ظلوا محافظين على الطابع المعماري القديم. وحبابة كثيرة الماء طيبة الهواء خصبة الأراضي تشتهر بزراعة الكثير من المزروعات فتزرع فيها الحنطة والشعير والذرة والعدس والباقلا والعتر وغير ذلك. وفيها في أطراف مزارعها غيول ولا يزال الخير فيها دائما مع كون أموالها أعقارا.
مساجد حبابة:
تشتهر حبابة بكثرة مساجدها كما ذكر الحجري في كتابه معجم البلدان : إن حبابة تحتوي على العديد من المساجد. وقد ورد أن فيها سبعة مساجد أحدهن يختص بالنساء وهي: مسجد الوسط جامعها ومسجد الحضر (بالحاء المهملة بعدها ضاد معجمة بعدها راء مهملة) ومسجد العقبة ومسجد المهدي ومسجد عقيل ومسجد مöناح (بكسر المهملة وفتح النون آخره حاء مهملة) ومسجد النساء (ويسمى مسجد العتمي بضم العين المهملة وضم المثناة الفوقية) وقد بني في أعلى حبابة سنة (1173هـ) مسجد آخر للنساء.
من معالم حبابة الأثرية ومرافقها:
حبابة مدينة أحيطت بسور عند بنائها وذلك لكي يحميها من أي هجوم في ذلك الوقت وبني خلال هذا السور العديد من الأبراج للحماية والمراقبة والدفاع عنها أما المدينة القديمة التي تقع داخل السور فتمتاز بتصميمها المميز للشوارع والمباني الخاصة للمنازل إضافة إلى المباني العامة وتعاصر مدينة حبابة مدينة ثلاء في كونها تعود إلى الفترة المبكرة من العصر الإسلامي ولكن مدينة ثلاء ظلت محتفظة بعمران مبانيها السكنية بينما المباني السكنية في مدينة حبابة قد هجر العديد منها وأصبحت أطلالا وخرائب وانتقل السكان إلى بناء منازلهم خارج الأسوار ولكنهم مع ذلك استمروا محافظين على الطابع المعماري القديم. وقد ذكر العلامة المرحوم أحمد بن محمد قاطن في كتابه (إتحاف الأحباب بدمية القصر…) سور مدينة ثلا وأن بناءه كان في سنة 1

قد يعجبك ايضا