تأسيس الإرهاب¿

أحمد إسماعيل الأكوع


عام 56 اختطفت الطائرات الفرنسية طائرة الثوار الجزائريين الخمسة وهي في رحلتها من المغرب إلى تونس في مهمة تفاوضية وافق عليها الاستعمار الفرنسي نفسه وبعد فترة أسقطت المدافع الإسرائيلية طائرة مدنية ليبية فوق صحراء سيناء المحتلة في مطلع السبعينات وكان ذلك العدوان الإسرائيلي امتداد مختلف الأدوات للقرصنة الفرنسية ضد ثوار الجزائر وأحدث العدوان الإسرائيلي شجبا أخويا من أوروبا الغربية بهاتين الحادثتين تأسس تاريخ الإرهاب الجوي وإن تباعدت فترات وأحداثه فتلى العدوان الإسرائيلي على الطائرة المدنية الليبية العدوان الأمريكي على الطائرة المصرية في خريف عام 1985م إذ اقتادت الطائرات الحربية الأمريكية الطائرة المصرية إلى المطار العسكري بصقلية وكان القرصنة الأمريكية هي الحلقة الثالثة في تاريخ الإرهاب الدولي وقد أشاد البيت الأبيض بالعدوان الإسرائيلي مشيدا بالإجرام فقال ( لقد انتهجت إسرائيل الطريق الصحيح ) وهذا ما سبب تتابع حلقات الإرهاب الجوي لأن ما حدث ماضيا يمكن أن يحدث مستقبلا وبهذا أصبح للإرهاب النظامي من تاريخ لا يوازيه تاريخ إرهاب المضطهدين على أعقاب التاريخ وصارت تسمية إرهاب أنسب لهذا العنف الجبار الغادر على استخدام أفتك الأسلحة وأقدر فنون الإرهاب حتى أصبح تحت بند القاعدة ففي كل عصر جائر إرهاب على أي نحو كنتيجة لأسباب معروفة وموروثة خاصة أن السلطات المتعاقبة لم تستطع أن تعالج الأزمات التي تسببت في خلق الثائرين والمتمردين كما هو حال القاعدة اليوم التي انتشرت في كل مكان.. وقد يتصور لو أنهم ثائرين ضد الظلم فمثلا كان الأئمة في اليمن يلقبون الثوار بلقبين فإذا كانوا مقاتلين لقبوهم بالمارقين وإذا كانوا جدليين من طبقة مثقفة نعتوهم بالنواصب كما اتصف بصفة السحر ثلاثة من أشهر المثقفين في القرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي فاتصف محمد إبراهيم المحطوري بأنه ساحر ( مدوم ) نسبة إلى جبل بحجة الشرفين الذي اعتصم به مع أصحابه واتصف الفقيه سعيد الصوفي بساحر إب لأنه جيش الثوار من هناك وعززهم بالزعارين وقاتل جيوش الإمام مدة سبعة أشهر حتى لاقى مقتله في يريم كما اتصف بصفة السحر عبدالرحمن حسن الغرسي مع أنه لم يعلن خروجا ولا قتالا وإنما كانت له كثرة من الزيديين ينشرون محامده واقتداره على التحكيم في الجن وفي الأدواء المستعصية هكذا نجد جماعة القاعدة اليوم يقتلون ويفجرون أنفسهم في كل مكان فمن هم الإرهابيون¿¿
التحرر من الاستعمار
في الثلاثين من نوفمبر وضع الاستعمار البريطاني عصاه على كاهله ورحل عن أرض اليمن بعد أكثر من مائة وثلاثين سنة جثم فيها على أرض الجنوب اليمني وذاق المواطن خلال هذه المدة الطويلة الأمرين من جراء التعسف الاستعماري وقبضته الحديدية على المواطنين ولكن الشعب اليمني خلال هذه المدة لم يسكت بل قدم أغلى التضحيات وبذل الأحرار من أبناء اليمن كل غال ورخيص في سبيل تحررهم وإخراج المستعمر من أرضهم وكانت ثورة 14 أكتوبر الوليد الشرعي لثورة سبتمبر في شمال اليمن والتي أعلنت الكفاح من أعالي جبال ردفان الشماء وشعر الاستعمار في هذه المدة بالخوف والقلق من الثوار الذين اقضوا مضاجعه ولم يهدأ لهم بال حتى حرروا وطنهم وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قد ساعدهم عندما قال كلمته المدوية من مدينة تعز ( إن على الاستعمار أن يضع عصاه على كاهله ويرحل ).
شعر:
يوم الجلاء هو الدنيا وزينتها
لنا ابتهاج وللباغين إرغام
وجه الغراب توارى وانطوى علم
للشؤم مذ خفقت للعين أعلام